اعتبر الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطينالمحتلة 1948م أن بقاء مدينة القدسالمحتلة في هذا الوضع الذي تعيشه ستكون له انعكاسات على السياسات الداخلية في كل الدول العربية، معللاً ذلك بأن منسوب الاهتمام بقضية القدس عند الشعوب لا يوازيه الاهتمام ذاته لدى الأنظمة. وأضاف الخطيب في مقابلة مع شبكة إسلام أون لاين. نت : في تقديري هذا سيشكل مرحلة سلبية تؤثر على استقرار هذه الأنظمة، وهذا ما لا نريده ولا نتمناه . كما أرجع الشيخ الخطيب اشتداد الهجمة الصهيونية على المسجد الأقصى وتسريع خطط تهويد القدس إلى لغة خطاب العديد من الحاخامات اليهود الذين باتوا يصدرون فتاوى تهيب باليهود ضرورة التواجد والحشد في ساحات المسجد الأقصى، لأن ثمة نبوءات تتحدث عن ظهور مسيحهم المخلد بين عامي 2009 و2010، وهو الذي لن يظهر إلا بعد هدم الأقصى وبناء الهيكل بحسب زعمهم. وأوضح الشيخ الخطيب أن وجود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة يسهم في تشديد الهجمة على الأقصى، لأن هناك تمازج وانسجام بين الرؤية السياسية وبين الأيديولوجية الدينية، وأن الجماعات التي تقتحم الأقصى أصبح لها منذ وقت غطاءٌ سياسيٌّ ووجودٌ في البرلمان والحكومة والمجلس الأمني الوزاري الصهيوني المصغر، قائلاً: إن ما يميز حكومة نتنياهو الحالية ذاك التمازج والانسجام بين الرؤية السياسية وبين الأيديولوجية الدينية، ويخطئ من يعتقد أن هذه الجماعات التي تتحدث عن اقتحام المسجد الأقصى هي مجرد جماعات متطرفة، لأن هؤلاء لهم غطاء سياسي عبر وجود ممثلين لهم في البرلمان ووزراء في الحكومة، ولهم أيضًا ممثلون في المجلس الأمني الوزاري المصغر الذي بيده أخطر الملفات التي تواجه الدولة العبرية . وأشار الخطيب إلى أن الإستراتيجية الصهيونية في التعاطي مع قضية القدس واحدة، ولكن سياسة حكومة نتنياهو الواضحة هي رفض تقسيم القدس لتكون عاصمة لدولتين، وبالتالي توجيه لطمة إلى وجه المفاوض الفلسطيني الذي ظل يتحدث عن القدس في ما يسمى مفاوضات الحل النهائي . وشدد الخطيب على وجود شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى من مختلف الجهات، وشبكة الكنس اليهودية تم بناؤها تحت المسجد وفي محيطه، مشيرًا إلى أن ذلك يوجِد واقعًا جديدًا، وأن الصمت العربي ساعد على تصاعد الممارسات الصهيونية بحق الأقصى والقدس. وطالب الشيخ الخطيب منظمة المؤتمر الإسلامي و الجامعة العربية رفع مستوى الاهتمام بالمسجد الأقصى، وعدم الاكتفاء ببيانات التنديد والشجب والاستنكار، قائلاً: إن القدس والأقصى قد سئما التنديد، ولابد أن يرتقي القادة العرب والمسلمين إلى موقف مسؤول عبر قرارات حازمة تحول دون استمرار إسرائيل ومشاريع التهويد ، مطالبًا أن يكون للأزهر الشريف دوره التاريخي ومواقفه المعهودة ودوره من المحيط إلى الخليج. كما طالب بأن يكون للحرمين الشريفين بمكة والمدينة دورًا، وأن يكون للخطباء في هذين المسجدين الدور المبارك والهام في قضية المسجد الأقصى لتصبح هي قضية الأمة بلا منازع.