وانتهاكا خطيرا لمكانتها وللقوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة، وهي محاولة من قبل حكومة الاحتلال لإضفاء صفة شرعية وقانونية على عمليات التهويد التي تعرضت لها المدينة منذ عام 1967م وحتى الآن. وحضر حوالي 400 وفد يهودي من 80 منظمة يهودية في العالم للقدس لعقد مؤتمرهم في المدينة المقدسة تضامنا مع اسرائيل في حربها على قطاع غزة التي استشهد واصيب فيها الاف الفلسطينيين. وتعقيبا على ذلك المؤتمر اليهودي في القدسالمحتلة قال قاضي القضاة الفلسطيني ان سلطات الاحتلال سعت في السنوات الأخيرة إلى تحديث مخطط التهويد في مدينة القدس وتوسيعه وتصعيد خطواته بكل الآليات الممكنة لفرض الاستيطان فيها، مشيراً إلى أن هناك مخططا اسرائيليا لإحداث خلل ديموغرافي في القدس لصالح المستوطنين. وشدد الملياردير الأمريكي رونالد لاودر رئيس 'الكونغرس اليهودي العالمي' على ان اختيار القدس لعقد المؤتمر فيها هو رسالة دعم للشعب الاسرائيلي على حد قوله وتأكيد على انهم ليسوا وحدهم، وقال 'نريد تقديم دعمنا الكامل لشعب إسرائيل، وتأكيدنا لهم أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الهجمات الإسلامية التي تهدد بقاء دولة إسرائيل'. وفي رده على رئيس الكونغرس اليهودي المتطرف رونالد لاودر أكد التميمي ان مدينة القدس هي عاصمة دولة فلسطين الدينية والسياسية والروحية ولا حق لليهود فيها وهي مدينة محتلة كسائر المناطق التي احتلت عام 1967م وجميع الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال باطلة، موضحا ان عقد هذا المؤتمر يشكل دليلا على ان العدوان على قطاع غزة كان يستهدف ايضا مدينة القدس. ودعا التميمي الأمتين العربية والإسلامية إلى نصرة المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، وحمايتها من المخططات اليهودية المتطرفة. من جهته شدد الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة سنة 1948 على أن عقد المؤتمر في مدينة القدسالمحتلة 'يظهر أن القدس كانت في خطر، وأصبحت الآن تعاني من تراكم الأخطار عليها'. وأوضح الشيخ صلاح في تصريح صحفي له أن 'الأهداف الخبيثة التي أعلنها منظمو المؤتمر تؤكد أن الحرب السابعة التي أشعلها الاحتلال الإسرائيلي المتوحش على أهلنا في غزة، كان يقف وراءها المشروع الصهيوني العالمي.. ووراءها أطماع تستهدف القدس الشريف'. وردا على انعقاد المؤتمر اليهودي العالمي في القدس أعلن الشيخ رائد صلاح عن عقد مؤتمر للقيادات الدينية في الثاني من الشهر القادم في القدس، تحت عنوان (العدوان على غزة.. استهداف للقدس)، من أجل بحث ما يقوم به الاحتلال من اعتداءات صارخة على القدس الشريف ومقدساتها بشكل عام الإسلامية أو المسيحية، وعلى المسجد الأقصى بشكل خاص. ومن جانبه، أكد الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل، أن 'القدس تتصدر اهتمامات المؤسسة الرسمية الإسرائيلية وجمهور الشعب اليهودي'. وتابع قائلا إن 'انشغال العالم والإعلام بالمجازر الصهيونية في غزة أعطى فرصة ثمينة لإسرائيل كي تقوم بخطوات متسارعة في تثبيت الحضور اليهودي بالقدس وتهويدها، وبرز ذلك بمنع كثير من المسلمين من حملة هوية القدس والهوية الزرقاء الإسرائيلية من دخول المسجد الأقصى المبارك في الآونة الأخيرة'. وشدد الخطيب على أن 'تمسك إسرائيل في اتفاقية أوسلو بتأخير التفاوض على القدس إلى المرحلة النهائية لم يكن عبثيا، حيث خطط الاحتلال إلى أن العرب عندما يأتون للتفاوض على القدس لن يجدوا شيئا يفاوضون عليه'، في إشارة إلى جهود تهويد المدينة. وأظهر تقرير أصدره معهد الأبحاث التطبيقية بالقدس 'أريج' السبت أن المساحة الكلية لمحافظة القدس تبلغ 353.7 كم2، بينما تبلغ مساحة المناطق العمرانية الفلسطينية 38287 دونما (الدونم = ألف متر مربع)، وعدد السكان الفلسطينيين 415 ألفا و942 نسمة. ويبلغ عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية على أراضي محافظة القدس 53، ويقطن فيها 200 ألف مستوطن، بينما تبلغ مساحة الأراضي المقامة عليها المستوطنات 4009 دونمات، ومجموع مساحة القواعد العسكرية 7224 دونما، ويبلغ إجمالي الحواجز العسكرية 46 حاجزا ما بين دائم ومؤقت، وفقا للتقرير. من فلسطين- وليد عوض لشبكة طنجة الإخبارية