***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم*** لا ندري من أين جاء وزير الخارجية الجزائري السيد عبد القادر مساهل بالمعلومة التي رددها عشرات المرات أمام منتدى رجال الأعمال الجزائريين، حينما أكد أن الجزائر هي الدولة الأولى فيما يتعلق بمناخ الأعمال في شمال إفريقيا؟ التقارير الدولية وماتضمنته من معطيات دقيقة تكذب ما ذهب إليه مساهل، فتقرير البنك الدولي المتعلق بمناخ الأعمال لسنة 2017 ألقى بالجزائر في المرتبة 156 من ضمن 190 دولة شملها التصنيف. وبهذه الرتبة احتلت الجزائر المرتبة الأخيرة مقارنة مع جميع دول شمال إفريقيا التي شملها مساهل بهجومه اللاذع. فالمغرب مثلا الذي قال عنه المسؤول الحكومي الجزائري الكبير إنه مجرد منطقة حرة، ولايتعدى الاستثمار فيه مجرد إعطاء قطعة أرضية لمستثمر أجنبي مع تشغيل بعض اليد العاملة المغربية، والذي كال له الوزير الجزائري التهم الثقيلة احتل في نفس التقرير الرتبة 68 مبتعدا عن الجزائر ب 88 رتبة. وتونس التي قال عنها الوزير إنها تواجه مشاكل وصعاب كبرى تحتل في نفس الترتيب المرتبة 77 مبتعدة عن الجزائر ب 79 رتبة. نفس التقرير يؤكد أن جزائر السيد مساهل تحتل المرتبة 142 من أصل 190 دولة فيما يخص إحداث المقاولات، بيد أن المغرب احتل المرتبة 40 في حين أن مصر التي قال عنها الوزير الجزائري إنها تمضي وقتها في البحث عمن يقرضها احتلت الرتبة 39 مبتعدة عن جزائر مساهل ب 103 رتبة. ناهيك عن أن المغرب احتل في نفس التقرير الرتبة41 من ضمن 190 دولة فيما يتعلق بسداد الضرائب بيد أن الجزائر جاءت في الرتبة 155. مساهل كان يتحدث عن جزائر أخرى غير الجزائر التي تقع في نقطة معينة من جغرافية العالم. كان يقصد الجزائر الموجودة في مخيلة القابضين بأنفاس الشعب الجزائري من عسكر وغيرهم، والذين يحرصون على تسويق جزائر أخرى متقدمة. ومزدهرة، وأحسن دولة ليس في شمال إفريقيا فحسب بل في العالم. ويستخدمون العنف الجسدي واللفظي لفرض الاقتناع بالصورة النمطية موضوع التسويق. ومن الطبيعي أن يندرج ما فاه به الوزير الجزائري في حق المغرب وجميع دول شمال إفريقيا في مجال العنف اللفظي في إطار التسويق للجزائر الأخرى، وليست الجزائر التي تواجه تحديات خطيرة بسبب استفحال الأزمة على كافة المستويات. من نصدق إذن تقارير البنك الدولي، وتقارير منظمات دولية متخصصة كثيرة فيما يتعلق بمناخ الأعمال في شمال إفريقيا، أم نسلم بالحقائق العجيبة التي قذفها الوزير الجزائري من فم لم يجد ما يلوكه غير الكذب والافتراء؟ *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: