لا أدري ما إذا كان السيد لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة السابقة ووزير الشؤون العامة والحكامة في الحكومة الحالية ووزير قطاع ما في الحكومة اللاحقة قد اطلع على التصنيف الذي نشرته مؤسسة «ويب ميتريكس» الخاص بالجامعات في مختلف دول العالم لسنة 2017. واعتقد أنه بحكم إشرافه على قطاع التعليم العالي لسنوات خمس عجاف لابد أن يكون اطلع على التصنيف، وإذا لم يكن قد فعل فتلك مصيبة أخرى من مصائب من يدبرون شؤون هذه البلاد. التقرير المذكور غطى في تصنيفه 25 ألف جامعة في العالم، واعتمد في هذا التصنيف على أربعة معايير دقيقة تهم الحضور العالمي للجامعة في العالم الافتراضي – النشر الأكاديمي على الانترنت – التميز العلمي – التأثير العلمي للجامعة. المهم في هذا التصنيف الذي خلص إلى نفس التصنيفات التي تنجزها كبريات المؤسسات المختصة في هذا الصدد في العالم أن أول جامعة مغربية في هذا التصنيف احتلت الرتبة 1994 عالميا والرتبة 28 عربيا وهي جامعة القاضي عياض بمراكش، وهي رتبة جد متخلفة حتى بالنسبة لتصنيفات سابقة احتلت فيها جامعة القاضي عياض مرتبة متقدمة عما وجدت عليه نفسها في هذا التصنيف. طيب! وما علاقة لحسن الداودي بهذا الشأن، وما سبب إقحام اسمه؟ السبب واضح يتمثل في الشعارات التي أقام بها لحسن الداودي الدنيا ولم يقعدها أثناء توليه مسؤولية قطاع التعليم العالي رفقة وزيرتين تناوبتا في المنصب طيلة خمس سنوات كاملة، إذ كان الرجل يجزم أن الجامعة المغربية ستعرف ثورة حقيقية في عهده، وأنه سيخلف وراءه حصيلة غير مسبوقة فيما يتعلق بالجامعة والبحث العلمي وتكوين الأطر، وبشرنا بفتوحات تاريخية في هذا الصدد، وكان الداودي حريصا على أن إجبارنا على الاقتناع بما كان يسوق له بطريقته الخاصة التي يصعب تقليدها. اليوم وقد رحل الداودي عن قطاع التعليم العالي وابتلي به قطاع آخر، يتأكد أن توليه للمسؤولية الأولى على القطاع الجامعي كان بلاء حقيقيا للقطاع وللعاملين فيه، ها هي التقارير الدولية تؤكد اليوم أن القطاع عرف تراجعات فظيعة بسبب سياسة وأداء الداودي في الإشراف والتسيير والتدبير. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: [email protected] ***عبد الله البقالي // يكتب: حديث اليوم***