شخصيا أجد كل العذر لوزير الخارجية الجزائري السيد عبد القادر مساهل فيما ذهب إليه من تصريحات خطيرة ضد المغرب. فالرجل وجد نفسه مطوقا بمداخلات عنيفة وبأسئلة محرجة في ندوة جمعته برجال ونساء الأعمال في الجزائر الذين حاصروه بنجاح التجربة المغربية في عالم المال والاستثمار على المستويين الداخلي والخارجي، ولم يكن الرجل يملك من أجوبة مقنعة لما طرح فكان لابد من الهروب إلى الأمام من خلال مهاجمة المغرب ومحاولة تقويض نموذجه في الأعمال والاستثمار. حالة الرجل كانت تدعو إلى الشفقة، لأنه وأمام حدة الخطاب الذي ووجه به سارع إلى حمل الرشاش وإطلاق النار بشكل عبثي وأصابت هذه الرصاصات جميع دول إفريقيا التي لم تسلم من عبارات السب والقذف خصوصا تونس التي قال عنها إنها تواجه صعوبات كبيرة، ومصر التي قال عنها إنها تقضي أوقاتها في البحث عن الجهة التي تقرضها. أعذروا جهالة الرجل، لأنه لم يجد في جعبته غير عبارات السب والقذف في مسعى عنه لتحويل اهتمام رجال الأعمال. فالرجل لا يتوفر على أرقام وإحصائيات اقتصادية مطمئنة حول أوضاع الأعمال والاستثمار في الجزائر، لم تسعفه الاحصائيات المتعلقة بمعدلات النمو والتشغيل وتحسين مناخ الأعمال وغيرها كثير في إقناع رجال الأعمال الجزائريين بأنهم مخطئون حينما يجزمون بالقول بأن الأوضاع الاقتصادية في المغرب أحسن حالا من مثيلتها في الجزائر، رغم عائدات النفط والغاز فإن النموذج التنموي الجزائري، يعتبر الأسوأ في المنطقة فحسب، ولكن في العالم. ثم إن الرجل لا يمتلك ثقافة عالية في المعارف وفي أساليب الحوار، إذا اتضح أن الأمر يتعلق بشخص بسيط جدا بثقافة جد محدودة ما أن ذكره مستثمرو بلده بما يمكن أن نسميه «بالعقدة المغربية» حتى استشاط غضبا وأطلق لسانه الطويل فيما يضر ولا ينفع. وشخصيا أجد لهذا الرجل العذر حتى وإن كان أدى سخرة لمن كلفه بذلك، فحمال السخرة لا يستحق أن نضيع معه كثيرا من الوقت، وفي هذه الحالة فإننا نخاطب من يقبض بشكيمة الرجل، وهذا هو جوهر القضية. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: