في خرجة إعلامية ذات صلة بحمى الانتخابات الأوروبية المرتقبة في السابع من شهر يونيو الجاري اتهم النائب الشعبي خوان خوسي امبرودا رئيس الحكومة المستقلة بمليلية المحتلة الحكومة الاسبانية الاشتراكية بقيادة زاباطيرو بمنح الأولوية لعلاقاتها مع المغرب على حساب من وصفهم بالاسبانيين ذوي الأصول البربرية المقيمين بمليلية في إشارة لمنح الجهاز التنفيذي الاسباني بمدريد للضوء الأخضر لتسليم مشتبهين من أصول مغربية بالقيام بأنشطة إرهابية بطلب من السلطات المغربية و يتعلق الأمر بكل من علي أعراس و محمد الباي الذين يتهما الأمن المغربي بالضلوع في تخطيط عمليات إرهابية فوق التراب المغربي . و كان المشهد السياسي بمدينة مليلية المحتلة قد شهد خلال الأسابيع الأخيرة سجالات عنيفة بين التيارات السياسية المتنافسة لإحراز مكاسب إنتخابية على حساب الأغلبية الاشتراكية التي تعيش على وقع الانتكاسات المتتالية بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب إسبانيا و مستعمراتها بشمال إفريقيا . و يمثل إستغلال الهوية الأمازيغية و الاسلامية لشريحة هامة من ساكنة مدينة مليلية المحتلة و التي تمثل رصيدا إنتخابيا هاما للاستحقاقات الانتخابية المرتقبة موضوعا للتوظيف السياسي و الانتخابي من طرف قادة الأحزاب المليلية و خاصة الحزب الشعبي و التحالف من أجل مليلية المعارض الذي يقوده العمدة السابق مصطفى أبرشان . و كان أبرشان قد قاد بدوره حملة احتجاجية ضد قرار الحكومة الاسبانية القاضي بتسليم المشبوهين الى المغرب و رفع شعار حماية المليليين ذوي الأصول الأمازيعية و هو ما حذا بالحزب الاشتراكي الاسباني الحاكم باسبانيا الى اتهامه باستغلال النعرة القبائلية البربرية لتحقيق مكاسب إنتخابية ضيقة . و كان الحزب الشعبي بالبرلمان الاسباني قد اقترح قبل أربع سنوات مشروع قرار لحماية من وصفهم بالاسبانيين بمليلية في إشارة الى ذوي الأصول المغربية المتجنسين و الذين ترفض السلطات المغربية الاعتراف بوثائق هويتهم الاسبانية و تعتبرهم مواطنين مغاربة مقيمين فوق منطقة محتلة كما هو الحال بالنسبة لأعراس و الباي الشيء الذي تفهمته القيادة السياسية و العدالة الاسبانية في تبريرها لقرار تسليمهم للمغرب . و يبدو أن كلا من الحزب الشعبي و تحالف أبركان سيحاولون في سياق إستراتيجية سياسية و إنتخابية لاضعاف الأغلبية الاشتراكية توظيف الهوية الأمازيغية الاسلامية للسكان المغاربة الأصليين بمليلية المحتلة لاكتساح مقاعد الانتخابات الأوروبية و المحلية و هو ما يستدعي يقظة الديبلوماسية المغربية و فعاليات المجتمع السياسي و المدني بهذه المنطقة لتفويت الفرصة على كل المحاولات الساعية لأسبنة المدينة المغربية و شرعنة الاحتلال الاسباني الذي يسعى المغرب الى حله بالطرق السلمية و بالحوار المسؤول و المتزن مع سلطات مدريد التي تربطها علاقات ود و إحترام مع الرباط .