أصدرت المحكمة حكما نهائيا بالنسبة للتطليق بالشقاق وابتدائيا في باقي المتعلقات المادية بين المدعية السيدة ع،ب البالغة من العمر 45 سنة وهي أم لثلاثة أطفال، من عصمة زوجها السيد ع.م، البالغ من العمر 52، طلقة بائنة الشقاق. حيث ابتدأ الخلاف بين الزوجين في غضون ثلاث سنوات الأخيرة والتي تركزت حول الرغبات الجنسية غير المعقولة للزوج والتي يمارسها علنا وعلى مرأى من الجميع. مما دفع زوجته لتثور على هذه الأوضاع التي اعتبرتها غير أخلاقية، خاصة وأنها لم تعهد بزوجها هذا النوع من التصرفات والتي طالت ابن الجيران البالغ من العمر 3 سنوات والذي تتركه والدته أثناء فترات عملها ببيت الجاني لتكتشف بدورها بللا مستمرا بسروال الطفل الذي جعلها تشك مباشرة في زوجها لأن جميع أبنائها تختلف أوقات دراستهم وعملهم مع تواجد الطفل بالمنزل، وبعدما واجهت زوجها أنكر قيامه بهذه الأفعال التي اعتبرها إهانة بالغة في حقه، وأكد لزوجته بجميع الطرق أنه لا يجرؤ على القيام بمثل هذه الأفعال، ولم تتوقف هواجس الزوجة حيث أنها لم تقتنع بما سرده عليها من حجج وبراهين، فالتحقت بمقر عمله حتى تسأل عن طبيعة علاقته بزملائه في العمل واكتشفت أنه تعرض لاغتصاب من طرف أحد العاملين معه، أثناء استحمامه ، فلما واجهته بالأمر، زاد عناده وأنكر الموضوع تماما ودخل في حالة من الهيستيريا العصبية حسب روايتها. بعد مرور خمسة عشر يوما من المواجهة، بدأت تظهر أعراض الخلل الجنسي على الزوج، عندما ضبطته زوجته على حيوانات المنزل، لينتقل فيما بعد للمجاهرة علنا برغبته المستمرة بممارسة الجنس ليصل به الأمر لاستدراج أطفال الحي الى منزله وهو الأمر الذي لم تستطع الزوجة تحمله يهدد سمعتها وسمعة أبنائها، لترفع شكاية مستعجلة للسيد وكيل الملك، الذي عين بدوره خبرة طبية حتى تتأكد من صحة المنسوب إلى السيد عمر، الذي اكتفى بقوله «هذا ما كتاب علينا»، بعدما أثبتت الخبرة ان ما يعاني منه هو نوع نادر من الخلل الجنسي والذي يطلق عليه «BESTO SEXNALITY» كما جاء في التقرير الطبي العضوي والنفسي والذي أكد على أن هذا الشخص يعاني من خلل نفسي/جنسي برغبة في ممارسة الجنس بصفة مستمرة وفي الغالب تحدث لديه الإستثارة الجنسية التي يحركها الجسد الحيواني، بمعنى أنه يرفض كموضوع للجنس، في حالة انتفاضة أو عجزه عن درء ما مورس عليه من حالات جنسية شاذة فيتحول إلى عاجز عن إقامة علاقة جنسية عموما مع زوجته والتي تسبب له تهديدا وتفزعه وتزلزله، أما الحيوان فلا يخيفه ولا يفزعه، بل يشعره بتفوقه وسيطرته، وبالمثل مع الأطفال الذين لايقاومون هذا النوع من السلوكات الجنسية التي قد تؤدي بحياتهم لسادية الممارسة التي يتعرضون لها. إن المدعى عليه عمر لم يقاض من طرف أولياء طفل الجيران لحرصهم على التكتم عن الموضوع والإكتفاء بشهادة داخل قاعة المحكمة لصالح المدعية لتعرض الطفل إلى ملامسات فقط لم تصل إلى حد الإغتصاب. يبقى السؤال الذي يؤرق المجتمع، من أين يهجم علينا هذا النوع من الشذوذ وهذه السلوكيات التي أصبحت تهدد الكيان الأسري بشكل مباشر، خاصة في مثل هذه العلاقات الزوجية التي وصلت لمرحلة النضوج لتواجه اعصار الشذوذ الجنسي.