نُفاجأ نحن «معشر الصحفيين» في كثير من الأحيان بأنباء فنية غريبة.. عجيبة، ما أنزل الله بها من سلطان، فترانا نتعامل مع الخبر بكثير من الحذر حتى لا نسقط في المغالاة حينا والمحاباة أحيانا. نبراسنا في كل هذا المصداقية والموضوعية أولا وأخيرا على أمل الحصول على الخبر اليقين، فنحاول استقاء المعلومة من أكثر من مصدر، فنقارن بينها ونفكّ طلاسمها.. علّنا نصل إلى حقيقة ثابتة لا تحتمل التشكيك. وهو ما حصل مؤخرا مع خبر زواج «الدلوعة» هيفاء وهبي من عريسها المصري «المحسود»، حيث أسال حفل الزفاف أنهارا من الحبر وبحور تأويلات حول القيمة المالية لمراسم الزواج وأسماء المدعوين وغير ذلك من الأسرار التي لا يعلمها إلاّ قلة قليلة من المدعوين الحاضرين ليلتها، لتخرج علينا هيفاء متوعدة كل من خاضوا في أمر زواجها بمقاضاتهم أصلا، وهو حق _مشروع لها ولبعلها على اعتبار أن أمر الزواج شأن شخصي لا يهم أحدا غير العروسين. ومهما يكن من أمر الإشاعات والتهديدات ومدى صحتها من عدمها، كان بإمكان هيفاء تجنب كل هذه المهاترات بحركة بسيطة وجريئة منها أساسها بث قصير ومقتضب ولو لجزء بسيط من حفل _الزواج بإحدى القنوات الفضائية، ومن ثمة تتجنب هيفاء كل هذه التأويلات والمهاترات.. وتكفي _الناس شرّ القتال، وقديما قيل: «الحيلة في ترك الحيل»! وهو ما لم تفعله هيفاء رغم امتلاكها الحصري لحقوق التأليف والبث لحفل زواجها الأسطوري، بدعوى الحفاظ على الخصوصية الشخصية، ولها الحق مرة أخرى في عدم العرض، _الشيء الذي أجج لهيب الشائعات. إلا أن هيفاء وزوجها نسيا، أو لنقل تناسيا، أنهما شخصيتان عامتان وأخبارهما باتت مطلبا شعبيا!!! والمفارقة هنا عجيبة فريدة كفرادة جمال العروس، فهيفاء ناضلت وكافحت منذ أمد طويل لأجل أن تحوز هذه النجومية الجماهيرية العارمة، وها هي اليوم تناضل وتكافح مرة أخرى للحفاظ على خصوصيتها الخاصة، ولها الحق للمرّة الألف.. ولنا الصبر والسلوان بعدد أحلامنا الضائعة. إلا أنه وفي الجهة المعاكسة لهذا التحفظ والتكتم الإعلامي غير المسبوق من هيفاء، أقدمت زميلتها في الإغراء «دانا» على فتح ملفاتها الشخصية للعموم وبالمجان، حيث عقدت مؤتمرا صحفيا صاخبا.. لا للحديث عن جديدها أو عن مواقفها الفنية «المرجعية» والتي باتت جديرة بأن تدرّس في كليات الفنون! إنما عقدت مؤتمرها وبطلب منها لأجل الحديث عن تفاصيل حملها! أجل، تفاصيل حملها، وهو خبر يقين هذه المرة، فدانا «دندن» التي قدمت إلى الغناء فجأة لتتزوج فجأة ولتغيب أيضا فجأة، افتعلت هذا المؤتمر لتبرز لوسائل الإعلام حملها لا غير. فالسيدة لا تملك من جديد الأعمال في الآونة الأخيرة شيئا يستحق النشر سوى كونها حامل وفي شهرها السابع والمولود المرتقب صبيّ و..»يتربى في عزها»! والطريف في كل ما سبق أن المؤتمر الصحفي تحول على خلفية الحدث الهام لدانا إلى ما يشبه زيارة شهرية لطبيب الولادة، لتأتي أسئلة الصحفيين على قياس الموقف المحرج الذي وضعتهم فيه دانا وأخواتها، فسألنها بكل صرامة وحزم: في أي شهر هي حامل؟ وهل قامت بعمل صورة «إيكو» لتعرف ما جنس الجنين لديها؟ وعلى ماذا توحّمت؟ وما إن كانت سترضع المولود رضاعة طبيعية أم اصطناعية؟.. ثم يطالبوننا بالحفاظ على الخصوصيات الخاصة.