تنتقل إلى منطقة بوقنادل لتكشف الوجه الآخر لنجمة "البام" كوثر بنحمو، ولتتحدث معها عن الصورة الجريئة التي تصدرت صفحات الصحف ، تعد تقارير وربورتاجات مفصلة عن "كيف يرى المغاربة مدونة الأسرة؟"، ثم تكتب عن "حركة سير القطارات التي ستعود إلى طبيعتها قريبا"، الحديث هنا يتعلق بالصحافية الشابة سناء الزوين التي تنتمي لأسرة "أخبار اليوم المغربية". تخرجت سناء الزوين من المعهد العالي للإعلام والاتصال سنة 2009، قبل أن تلتحق كمتعاونة بجريدة "المساء" التي كان يرأس تحريرها توفيق بوعشرين، قبل أن يؤسس جريدته الخاصة "أخبار اليوم" لتنتقل سناء الزوين رفقة العديد من الصحفيين إلى المولود الجديد الذي عاش في أيامه الأولى محنة المنع. في هذا الحوار مع "هسبريس"، تتحدث سناء الزوين عن مسارها الصحفي، وعن التجربة القاسية التي عاشها طاقم "أخبار اليوم"، وعن فترة التدريب التي عاشتها في مدينة بون الألمانية. لنتابع. بعد تخرجك من المعهد العالي للإعلام والاتصال سنة 2009، التحقت رسميا بصحيفة "أخبار اليوم" وعشت رفقة زملائك تجربة قاسية بعد منع الصحيفة من الصدور لأسباب الكل أصبح يعرفها، ما الخلاصة التي خرجت بها بعد هذه التجربة، خصوصا وأنك كنت في بداية مشوارك الصحفي؟ الحقيقة أنها خلاصات وليست خلاصة واحدة، فمن خلال تجربة المنع وإغلاق مقر الجريدة الذي ما زلنا نأمل استردادالآليات الموجودة به، منها بعض أغراضنا الشخصية طبعا، أصبحت على يقين تام بأن مهنة الصحافة ونبلها يستحقان أن دفع في بعض الأحيان ثمن ممارستهاوتكوين رأي عام مغربي، حتى ولو كان الثمنغاليا كتجربة " أخبار اليوم"، لكني أدركت أيضا أن الإنحاء في وجه العاصفة في بعض الأحيان يكون ضروريا من أجل الاستمرار مواصلة المشوار والدفاع عن انتزاعمكتسبات أخرى، كما أن الاتحاد قوة فعلا، فتضامن الزملاء كان يمدنا دائما بالقوة لمواصلة أيام المحنة. هل عشت لحظة إحباط حقيقي بعد المضايقات التي تعرضت لها "أخبار اليوم" وطاقمها؟ الحديث عن تلك الفترة من أصعب اللحظات صراحة، لأنها لحظات امتزج فيها الإحباط بالأمل مع الفخر، لكن لحظات الإحباط لم تكن كثيرة مقارنة مع ضخامة وحجم المضايقات، لكن تماسك طاقم الجريدة زادنا للأمل والصبر والقوة في الاستمرار وانتظار غد أفضل.لكني أحايين كثيرة كنت أشعر بالفخر لأني كنت أحس أن مهنتنا تستحق هذا العناء،كما كنت أفتخر بالعمل ضمن جريدة يرفض طاقها التنازل عن حق قرائهم في الحصول على المعلومةحتى ولو كلف الأمر التشرد وجلوسهم اليومي في مقهىلأكثر من شهرين وتنقل رئيس التحرير والكاريكاتوريست بين ولاية الأمن وقاعات محكمة عين السبع. بعد تخرجك من المعد العالي للإعلام والاتصال، خضت فترة تدريب إعلامي في مدينة بون الألمانية، ما أوجه المقارنة والاختلاف بين العمل الصحفي في ألمانيا والمغرب؟ حقيقة لا وجه للمقارنة بين تجربتين مختلفتين تماما، فلكل تجربة خصائصهاولكل منهما ميزتها وسلبياتها، لكن أهم ما ميز فترة تدريبي بألمانيا،هو تحضر الشعب الألمانيوجمالالبلد وتقديسهم واحترامهم للعملالصحفي ونبله. فالصحفي في ألمانيا، انطلاقامن تجربتي الشخصية، التي أنوهأنها كانت قصيرة ولم تدم أكثر من 3 أشهر إلى جانب أن فترة التدريب قضيتها في القسم العربي لإذاعة دوتش فيللي. وبالحديث عن العمل الصحفي في ألمانيا، فالإمكانات المادية المتوفرة للعمل هناك كثيرة، كما أن الصحفيين يعملون بأريحية أكثر لأن الطاقمالعمل كبير مقارنة مع ساعات البث،فالإذاعة الألمانية قسم عربي رغم أنهالا تبث سوى أربع ساعات في اليوم فقط، مع ذلك، فإن طاقمها قد يعادل طاقم إذاعتين في المغرب. هناك تهمة جاهزة تلبس للصحفيين الشباب، وهي أنهم يخوضون في بعض المواضيع الحساسة اجتماعيا أو سياسيا بشكل سطحي وتبسيطي غير مدعم بثقافة معمقة ورصيد معرفي كبير، ما رأيك في هذه التهم وأنت صحفية شابة قد تطالك هذه التهم؟ صراحة لم توجه لي هذه التهم مباشرة،شخصيا، أنا منفتحة على النقد البناء لأستطيع إصلاح مكامن الخطأ في، لكن في المقابل أعتقد أن طريقة معالجة المواضيع بمهنية لا تربط بالسن طبعا. لكن بطبيعة الحال الخبرة تبقى أمرا ضروريا خصوصا فيما يخص التعامل مع مصادر المعلومة وطريقة معالجة بعض المواضيع الحساسة، التي تقي الصحفي المتمرس من السقوط في بعض الهفوات والأخطاء المهنية. لكني أتمنى فعلا، أن تحدد لي معنى السطحية التي قصدت في سؤالك، فمثلا المقال الإخباري لا يحتاج إلى التحليل وبالتالي سيكون سطحيا سواء أعده صحفي مبتدأ أم صحفي متمرس حسب اعتقادي. الذي يقرأ لسناء الزوين يحس أنها تكتب لتقول أشياء لا تكتبها، بل تشير إليها فقط من بعيد، هل هي صرامة الخط التحريري للجريدة؟ هذا إحساسك الشخصي على ما أعتقد،وأنا أحترمه، لكني أعتقد أنني أكتب ما أريد، ويمكن أن تكون طريقة معالجتي أو الزوايا التي أتناول من خلالها الموضوع هي التي توحي لك بذلك، لكني لم أشعر ومنذ بدأت العمل مع "أخبار اليوم"، قبل الانضمام إلى هيئة تحريرها،كمتعاونةمنذ بدايات صدور الجريدة،لم أشعر أن هناك رقابة من طرف هيئة التحرير، فشعارنا في الجريدة "هو المهنية" كما هو منصوص في ميثاق شرف هيئة التحرير. تعملين في "أخبار اليوم المغربية" التي يديرها ويرأس تحريرها توفيق بوعشرين المعروف بصرامته في التحرير وزوايا التحليل، ماذا استفدت بصدق من هذا الصحفي المثقف؟ الإشكالية في هذا السؤال يا أستاذ خالد هو أن الجميع سيعقدون أن جوابي يدخل في إطار المجاملات ومحاباة رئيس التحرير، لكن من باب إحقاق الحق فالعمل مع توفيق بوعشرين متعة حقيقية،لكن كما أشرت في سؤالك فهو معروف بصرامته، لكن هذه الصرامة تكون من أجل منتوج جيد طبعا، وكصحفية مبتدئة أول ما بدأت العمل بدأته مع بوعشرين كمتعاونة في يومية "المساء"، ومع مرور الوقت أحسست أن مستواي من حسن إلى أحسن، لكن هذا لا يعني بطبيعة الحال أني راضيةعن نفسي وأدائي، لكني وبفضل تجربة العمل في " أخبار اليوم" أعتقد أني على الطريق الصحيح. من المعلوم أن مهنة الصحافة هي مهنة المتاعب، وأنت صحفية شابة لكن متاعبك في الإعلام بدأت باكرا، فهل هذه المتاعب تشبه تعبك اليومي في التنقل بين البيضاء حيث مقر عملك والرباط حيث مقر سكناك؟ صراحة لم أعدأنتقل إلى البيضاء، فأنا الآن أعمل من مكتب الرباط، لكني أؤكد لك أن التنقل يوميا من الرباط إلى الدارالبيضاء أمر متعب نفسيا وجسديا، ويؤثر على مردودية الصحفي. أما عن متاعب المهنة فهي لا تشبهمتاعب التنقل إلى الدارالبيضاء، لكني أصدقك قولا أن العمل الصحفي خصوصا المكتوب منه لا يستقيم بدون متاعبه ويتحول مع مرور الوقت إلى إدمان. [email protected]