قدم حزب الاستقلال المعالم الكبرى لبرنامجه الانتخابي للاستحقاقات الانتخابية ليوم 12 يونيو المقبل الذي يستلهم محاوره الأساسية و توجهاته الرئيسية مما راكمه الحزب من خبرات و تجارب في حقل التدبير اليومي للشأن المحلي المبني على الواقعية و خيار القرب من المواطن و التعبير عن آماله و مطالبه و انشغالاته . وقد أكد الحزب أن برنامجه الوطني للانتخابات الجماعية يسعى إلى الانتقال بالجماعات المحلية من مجرد مرفق إداري تقليدي إلى مرفق تنموي محفز على الاستثمار ومقدم لخدمات القرب ، و يتضمن اقتراحات للنهوض بالجماعات المحلية وجعلها تضطلع بدورها كاملا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد المحلي . ويرتكز البرنامج على ستة محاور أساسية يهم الاول منها إرساء آليات الحكامة المحلية من خلال ممارسة صلاحيات المجالس المنتخبة في أفق الجهوية الموسعة وتأهيل القدرات التدبيرية للمرافق الجماعية وتقوية آليات التضامن بين الجماعات، أما المحور الثاني فيقوم على تطوير الخدمات العمومية المحلية الإدارية وخدمات النقل الجماعي والكهربة والماء والتطهير ، في حين يروم المحور الثالث التحكم في التوسع العمراني وحماية البيئة وذلك عبر تعزيز تدخلات الجماعات في ميدان التعمير ودعم السكن الاجتماعي وحماية البيئة ومحاربة التلوث. ويرمي المحور الرابع الى جعل الجماعة نواة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال حكامة تشاركية للشأن الاقتصادي المحلي وإنعاش التشغيل وجلب الاستثمار إلى الجماعات ونهوض المجالس المنتخبة بالاقتصاد التضامني. و يقوم المحور الخامس من البرنامج الانتخابي على إنصاف العالم القروي بتسريع وتيرة التجهيزات الأساسية ، وتحسين مستوى عيش الفلاحين الصغار ، وتنويع وتنمية الأنشطة الاقتصادية غير الفلاحية ، وتحسين ولوج الساكنة إلى الخدمات الاجتماعية ، و يرمي المحور السادس والأخير الى توفير خدمات جماعية للقرب بالمساهمة في الحكامة الأمنية والوقاية من الانحراف والاعتناء بالشؤون الدينية والثقافية وتقوية روح المواطنة والتماسك الاجتماعي. حزب الاستقلال الذي احتك مرشحوه و مناضلوه في مختلف مدن و قرى المملكة مع الانشغالات الأساسية للساكنة مقتنع بأنه بعد المعارك النضالية المريرة التي خاضها دفاعا عن الديمقراطية الحقة مدعو الآن أكثر من أي وقت مضى لترجمة خياراته و قيمه المجتمعية على أرض واقع تسيير الشأن المحلي من منطلق تطوير الجماعة المحلية لمرفق تنموي محفز على الاستثمار ومقدم لخدمات القرب التي توفر للمواطن شروط العيش الكريم . وينبع البرنامج الانتخابي للحزب من القيم و المبادىء و التجارب التي راكمها مرشحوه و منتخبوه منذ عقود في علاقتهم المستمرة والمسترسلة المحتكة بساكنة الجماعة و الحي ، علاقة اتسمت بالحضور اليومي في انشغالات المواطن و خدمة حاجياته . وينبع أيضا من رصيد سياسي وازن جدا راكمه بتجارب رجال ونساء عظام كانت لإسهاماتهم كبير الأثر في المجتمع ، وينبع البرنامج أيضا من قيم ومباديء الحزب التي لم تنل منها صروف التغييرات وظلت ثابتة، وينبع أخيرا من الواقعية الكبيرة التي تميز أداء الحزب ، واقعية أهلت الحزب بأن يكون دوما محل ثقة الغالبية العظمى من المواطنين والفاعلين. مناضلو حزب الاستقلال يقدمون مجددا للناخب برنامجهم المحلي المبني على مبدأ التعاقد الأخلاقي و الالتزام السياسي بعيدا عن جميع أشكال الديماغوجية ، لأن المواطن المغربي الذي دأب على منح ثقته للمرشح الاستقلالي يدرك بأن آليات التعاقد بين الطرفين حول البرنامج الاستقلالي تظل مستمرة و أزلية و لا تسيء إليها السلوكات المتجاوزة . حزب الاستقلال من منطلق قناعاته و قيمه و ثوابته يدخل غمار الاستحقاق الانتخابي بمحاور واضحة و تدابير واقعية وقابلة للتصريف و التطبيق المحلي مع ما يتطلبه من تقويم و محاسبة و رقابة قانونية و شعبية ، وهو بذلك يثير قضية بالغة الأهمية ، فالحزب يضمن تأطير من يمثلوه داخل الأجهزة النيابية المحلية ، ويقدمهم للناخبين في إطار تعاقد يمثله البرنامج الانتخابي كدفتر للتحملات ، وبهذا السلوك يعطي الحزب مضمونا حقيقيا للعملية الانتخابية التي يجب أن تتجاوز سقف التصويت على الشخص الى التصويت على البرنامج ، وإذا ما تكرس هذا الاتجاه فإن المغاربة سيتأكدون أن كثيرا من الكائنات لن تجد لها موقعا في الحقل الانتخابي .