وزير خارجية طهران يستثني الرباط من جولته المغاربية والجزائر تبحث عن منفذ لمجلس التعاون الخليجي على حساب المملكة * العلم: رشيد زمهوط شرع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف منذ أمس الأحد في جولة مغاربية تستثني الرباط وهو ما يؤشر على عدم ارتياح أطراف إقليمية وحتى خليجية من جهود الوساطة التي تبذلها المملكة من أجل حلحلة الأزمة الخليجية . وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قد أكد أن رئيس الدبلوماسية في طهران سيزور ثلاث دول في شمال إفريقيا هي موريتانيا، الجزائر وتونس. وأفادت وكالة الانباء الفارسية أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية أعلن خلال تصريح له السبت أن ظريف سيلتقي نظراءه فضلا عن رؤساء الدول الثلاث الجزائروموريتانيا وتونس. واعتبر المصدر ذاته أن الهدف من هذه الجولة هو تطوير العلاقات الثنائية والتشاور حول تطورات المنطقة ومنها سوريا وقضايا البلدان العربية. ومن الغريب أن وزير الخارجية الايراني سيحل بموريتانيا التي أعلنت موقفا مناهضا للدوحة في أزمتها مع دول الجوار الخليجي بل وما فتئت تتهم نظام ايران بتعمد نشر التشيع بموريتانيا في الوقت الذي خلت أجندة جولة المسؤول الايراني من مشاورات مع الرباط التي أعلنت موقف الحياد الايجابي من أزمة الخليج. ويبدو أن موقف الرباط لا يتماشى مع أجندة محور الجزائرطهران الذي يسعى الى الاستفادة الى أبعد الحدود من الأزمة المتفاقمة بالخليج لإعادة ضبط موازين القوى الاقليمية. وبالنظر الى التقارب المستمر المسجل على بين الجزائروطهران فإن تتويج الوساطة المغربية المحتملة للأزمة الخليجية بالنجاح وارتباطها مع أطراف دولية وازنة يعني تعطيل الأجندة الثنائية وسحب هامش التحرك الذي يسعى الطرفان الى توظيفه لابتزاز المنتظم الدولي في قضايا مصلحية تهم التحكم في تقلبات بورصة النفط وتوظيفه مجددا كسلاح لفرض الهيمنة السياسية. وكانت الرباط قد عرضت وساطتها الحبية لنزع فتيل الأزمة المشتعلة لكنها لم تحط خطوتها بالكثير من اللغط الاعلامي حتى لا تؤثر على المساعي التي بذلها أمير الكويت مباشرة بعد اندلاع الازمة. على أن الجزائر التي اتخذت بدورها موقف الحياد وحافظت على نفس المسافة بين أطراف الازمة سارعت الى تحريك شبكتها الدبلوماسية لإفشال المبادرة المغربية خاصة بعد أن علمت بالتنسيق المغربي الفرنسي في الملف. وسارع وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل الخميس الماضي الى استقبال نظيره القطري فضلا عن مسؤول سامي بديوان الرئاسة الاماراتية مما يعني أن الجزائر تسعى جاهدة الى لعب دور دبلوماسي فاعل سيفتح مستقبلا أمامها أبواب مجلس التعاون الخليجي بعد أن ظلت الرباط طيلة العشرية الأخيرة الشريك المفضل لعواصم دول مجلس التعاون الخليجي. الجزائروطهران تسعيان لإفشال الوساطة المغربية في أزمة الخليج