* العلم: رشيد زمهوط قطعت المملكة الشك باليقين فيما يخص موقفها من الكيان المصطنع بتندوف وألجمت نهائيا الألسنة التي تلوك روايات وتحاليل تزعم أن المغرب سيتعايش مع جبهة الانفصاليين بمنظمة الاتحاد الافريقي في محاولة يائسة لتقزيم النصر التاريخي الذي حققته المملكة بداية الاسبوع الماضي بالعاصمة الاثيوبية أديس أبيبا. الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة أعلن صراحة أن المغرب «لن يعترف أبدا» بالجمهورية الوهمية. بوريطة قال في مقابلة نشرها الأحد مع موقع «لو ديسك» الإخباري «لا يعترف المغرب ولن يعترف أبدا بهذا الكيان المزعوم، ليس ذلك فقط، بل سيضاعف جهوده ليجعل الأقلية الصغيرة من الدول وخصوصا الأفريقية التي لا تزال تعترف به تغيّر موقفها انسجاما مع الشرعية الدولية والحقائق الجيوسياسية». ودأبت مواقع و صحف جزائرية أو موالية للطرح الانفصالي على ترديد مزاعم مفادها أن الرباط بعودتها الى الصف المؤسساتي الافريقي ستعترف بالكيان الوهمي وستجلس الى جانب ممثليه بهياكل المنتظم القاري. والغريب أن مسؤولي الجارة الشرقية للمملكة ما زالوا يتعاملون مع حدث إسترجاع الرباط لمقعدها الشاغر باديس أبيبا بمنطق إستعلائي ومراوغ وديماغوجي متخلف. فعلى الرغم من أن القطب الثاني بالدبلوماسية الجزائرية سبق وصرح بأن بلاده لا تعارض انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي وقد أعربت حسبه عن ذلك خطيا من خلال الرسالة التي وجهها الرئيس بوتفليقة لرئيسة مفوضية الاتحاد عندما طرحت عليه هذه المسألة, الا أن الحقائق تؤكد أن الجزائر لم تدخر جهدا من أجل تعطيل أو على الاقل تأجيل تاريخ عودة المملكة بل وأنها دخلت بكواليس القمة الافريقية الثامنة في اتفاق مع جارة المملكة الجنوبية أنواكشوط وإبرام الطرفين صفقة ضمنية لتقليص حظوظ المملكة في مقابل حصولهما معا على مناصب مهمة في الاتحاد الأفريقي. وبموجب هاذه الصفقة التي لم تتم الى الاخر قررت موريتانيا سحب مرشحها لمنصب مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي لصالح مرشح الجزائر، إسماعيل شرقي في مقابل تنازل الجزائر عن الترشح لمنصب مفوض الموارد البشرية والتكنولوجيا بهياكل الاتحاد لفائدة مسؤولة موريتانية بارزة التي لم تتحصل بعد على المنصب بعد ضبطها في حالة تدليس خلال إحدى جلسات القمة . وزير الخارجية الجزائري رمتان لعمامرة، سبق بدوره أن أكد بأثير إذاعة فرنسا، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رحب بالمغرب كونه الدولة 55 في الاتحاد، وأعطى أوامر بتبليغ قرار موافقة الجزائر لانضمام المغرب، لرئيسة المفوضية الإفريقية. لكن بماذا يمكن تفسير كل التحامل الاعلامي والرسمي على المملكة بعد إسترجاعها لمقعدها الافريقي باستحقاق وجدارة ومسلسل المناورات المتكررة للجارة لحرمان الرباط من الموقع المستحق غير محاولة ممارسة الضغط المسبق على الرباط ودفعها الى الانسياق الاعمى وراء مخلفات وتبعات الهيمنة التي باشرتها الدبلوماسية الجزائرية على مواقف وقرارات المنتظم الافريقي منذ بداية الثمانينات في عهد المقبورة منظمة الوحدة الافريقية. زعيم عصابة الرابوني التي تجر ذيول الخيبة وتتوقع اندحار أسطورتها المبنية على الأوهام فقد دخل في مخطط توزيع الاوهام والتبريرات لأتباعه كما إستنفر الى اجتماع عاجل قادة ميليشياته المسلحة لتحضيرهم للأسوأ واعدادهم لحماقات انتحارية جديدة. ابراهيم غالي أكد أنه بعد عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي أضحت كل الاحتمالات واردة بما فيها العودة الى السلاح مما يعني أن منطقة الكركرات العازلة تظل مرشحة في المستقبل المنظور لحلقة جديدة من مسلسل المواجهة التي قد تفرض فرضا على المغرب. الرباط تلجم الألسن المتطفلة وترفض أي اعتراف بالكيان الوهمي مستقبلا: الجزائر تغرق في التناقضات وقيادة الرابوني تشحذ أسلحة الحرب والابتزاز