تجاذب الاستثمار الأجنبي في بلادنا عدة معطيات متناقضة ومتضاربة بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تجتاح جميع الاقتصاديات في العالم، وهو تجاذب يفرض على السلطات العمومية المختصة ومختلف الفاعلين الاقتصاديين مزيدا من اليقظة والحيطة، وإن لم تصل الأمور الى المستوى الذي ينبئ بخطورة إلا أن ما يحصل لحد الآن يعتبر مؤشرا كافيا على أن ما سيأتي لن يكون مفرحا في جميع الحالات. في هذا الصدد أوردت مجلة (TReuds-Teudauces) البلجيكية أن مجموعة (Thomas@Pirou international) قررت تفويت نصيبها في بعض مشاريعها بالمغرب الى شريكها (رابطة التنمية العقارية) بعد مصادقة السلطات الحكومية المغربية المسؤولة. ويذكر أن الشركة البلجيكية توجد في بلادنا منذ أكثر من عشر سنوات، وهي الآن بصدد إنجاز بعض المشاريع السياحية التي تندرج في برنامج «المخطط الأزرق» من ذلك بناء إقامات وفنادق ومنشآت ترفيهية في مشروع ليكسوس بشاطئ العرائش على إمتداد 500 هكتار وموغادور بالصويرة على امتداد 400 هكتار، ومشروع منصور لايك سيتي قريبا من ورزازات على امتداد 374 هكتار. وعبر الشريك المغربي رابطة التنمية العقارية عن استعداده لإكمال كل هذه المشاريع دون حاجة الى المستثمر الأجنبي وإذا كان هذا الخبر مقلقا الى حد ما، فإن خبرا آخر مغاير هذه المرة يوضح حدة هذا التجاذب في الاستثمار الأجنبي في بلادنا، فقد أوردت صحيفة (journal émiratikhaleej Times) الاماراتية أن شركة L abuDhabi National Energy الاماراتية المتخصصة في الطاقة أعلنت عن قرار استثمار مالي بقيمة 2.5 مليار دولار أمريكي لتشييد ثلاث منشآت كهربائية في كل من تونس والمغرب، وأوضحت أن عملية البناء ستنطلق خلال سنة 2009 الجارية بيد أنه من المنتظر أن يبدأ تسويق منتوجها الطاقي بداية من سنة 2012. وأضافت الصحيفة أن المغرب سيستفيد من مشروعين من الثلاثة مشاريع المبرمجة واحد سيشيد بالجرف الأصفر قريبا من الجديدة والثاني سيتم تشييده بالقرب من مدينة طرفاية. ويذكر أن هذه الشركة خرجت الى الوجود سنة 2005، وهي مملوكة للدولة الاماراتية وتشغل 2800 من اليد العاملة، وصرحت أن عائداتها لسنة 2008 بلغت 4.6 مليار دولار أمريكي.