عوض الرجوب وافق يوم الاثنين 30 مارس، الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين ليوم الأرض الذي هبت فيه الجماهير العربية ، وأعلنت الإضراب احتجاجا على قرار إسرائيلي في مارس 1976 بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية خاصة في الخليل. ومع مرور أكثر من ثلاثة عقود على هذه المناسبة ، فإن الأرض الفلسطينية ليست بخير، لأن مصادرة الأراضي لم تتوقف، وزاد عليها الترحيل الجماعي للفلسطينيين وهدم بيوتهم وإطلاق العنان للاستيطان والمستوطنين لاستباحة الأراضي الفلسطينية. وفي عدد كبير من المناطق أصبحت الحياة والإقامة رهينة تصاريح إسرائيلية خاصة، حيث فرض جيش الاحتلال على السكان الفلسطينيين الحصول على هذه التصاريح للسماح لهم بالبقاء في أراضيهم ومنازلهم التي قضت المحاكم الإسرائيلية في غالبيتها لصالحهم. وتزامنت ذكرى يوم الأرض هذه المرة مع تشكيل حكومة إسرائيلية يُتوقع أن تطلق العنان للاستيطان، كما تتزامن مع هجمة استيطانية واسعة في أماكن عديدة من أراضي الضفة الغربية. ففي القدس ، يتم تهديد أحياء بأكملها بالهدم، ويطلب من أصحابها مغادرتها، وفي جبل أبو غنيم ، يتواصل البناء الاستيطاني على مدار الساعة، ولا تقل الهجمة الاستيطانية شراسة في باقي المدن الفلسطينية. وآخر أشكال المعاناة كانت عند حلول يوم الأرض، إذ وجدت عدة أسر فلسطينية من عائلة أبو قبيطة، جنوب الخليل، نفسها على موعد مع منعها من وصول إلى منازلها وأراضيها ، والحجة عدم حيازة تصريح للإقامة. وفي حالة أخرى، كشف خبير الأراضي والاستيطان ، عبد الهادي حنتش، عن طلب إسرائيلي مماثل بالحصول على تصاريح من آلاف المواطنين من سكان أحياء الراس، وواد النصارى ، وواد أبو الحصين ، وواد الغروس، الذين يسكنون في قلب الخليل قريبا من مستوطنة كريات أربع. وقال إن التصاريح تطلب أيضا ممن يسكنون في الأراضي التي ضمها الجدار الفاصل، وتعطى بشكل انتقائي ولعدد قليل، وحذر من مصير مماثل يتهدد عرب الهذالين شرق المدينة، مؤكدا أن الهدف في جميع الحالات هو الاستيلاء على الأراضي وتهويدها. وأكد أن أعمال البناء، والتوسع الاستيطاني ، والاستيلاء على الأراضي ، متواصلة في أغلب المستوطنات، موضحا أن جيش الاحتلال قام بتجريف مساحات واسعة حول مستوطنات عدة في الضفة بينها مستوطنة شكليوت جنوب الخليل. إحصائيا ، يفيد تقرير سنوي سابق ، نشره جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ حتى نهاية 2007 ، نحو 483 ألف مستوطن، موضحا أن عدد المستوطنين تضاعف حوالي 39 مرة بين عامي 1972 و2007. وتبيّن المعطيات أن عدد المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية، بلغ 440 موقعا ، منها 144 مستوطنة ، و96 بؤرة داخل المستوطنات ، و109 بؤر خارج المستوطنات ، و43 موقعا مصنفا على أنه مواقع أخرى و48 قاعدة عسكرية. وأوضح أن أكبر عدد من المستوطنات يوجد في القدسالمحتلة (26 مستوطنة)، مشيرا إلى أن نسبة المساحة التي يحظر على الفلسطينيين الوصول إليها ، بلغت 38.3% من مجموع مساحة الضفة الغربية.