احيا الفلسطينيون الذكرى ال 33 'ليوم الارض' الاثنين بتنظيم مسيرات شعبية انطلقت في معظم الاراضي الفلسطينية تنديدا بالاحتلال الاسرائيلي وممارساته بحق الشعب الفلسطيني.وانطلقت المسيرات الشعبية نحو الاراضي الفلسطينية التي صادرتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي لصالح جدار الفصل الذي تواصل اقامته على الاراضي الفلسطينية لفصلها عن الاراضي المحتلة عام 1948. وانطلقت مسيرة شعبية تجاه اراضي قريتي نعلين وبعلين المصادرة لصالح جدار الفصل الذي تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي اقامته على اراضي المواطنين، في حين اصيب ثمانية مواطنين برصاص وهراوات قوات الاحتلال خلال مسيرة مناهضة للجدار نظمت في بلدة (اذنا) غرب الخليل جنوب الضفة الغربية. وقال مشاركون في المسيرة التي نظمت بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين 'ليوم الارض' ان قوات الاحتلال فتحت النار واطلقت وابلا من القنابل الصوتية والغازية، واعتدت على عدد من الشبان والنسوة ونفذت عمليات مطاردة وملاحقة لهم بعد محاولاتهم اقتحام بوابات جدار الفصل العنصري في خربة 'بيت علام' غربي البلدة، ما اسفر عن اصابة عدد من المواطنين بالاختناق بالغاز وبكدمات ورضوض جراء الضرب. وكانت المسيرة المناهضة لجدار الضم والتوسع انطلقت من منطقة 'الميدان' وسط (اذنا) وجابت شوارع البلدة وصولا الى خربة بيت علام، وانتهت باعتصام احتجاجي حاشد في المنطقة. واحيا اهالي محافظة جنين شمال الضفة الغربية ذكرى يوم الارض بمسيرة جماهيرية انطلقت من مدينة جنين باتجاه قرية رمانة الواقعة بمحاذاة جدار الضم والتوسع العنصري الذي بني فوق اراضي القرية. وقد رفع المشاركون في المسيرة الاعلام الفلسطينية والشعارات واليافطات المنددة بسياسة الاحتلال واقامة الجدار العنصري، في حين غرسوا مئات الاشجار في الاراضي المهددة بالمصادرة، وتحولت المسيرة الى مهرجان خطابي القيت خلاله عدة كلمات. واكد المتحدثون على ضرورة توحيد رؤية فلسطينية مشتركة لمواجهة الجدار، والدعوة الى الوحدة الوطنية من اجل التصدي لمخططات الاحتلال وسياسته الهادفة الى تهويد ومصادرة الاراضي واقامة جدار الضم والتوسع العنصري، كما اكد المتحدثون على قدسية الارض. وفي نابلس نظمت حركة فتح بمناسبة يوم الارض زيارة لمقبرة الشهداء العراقيين تخللها الى جانب وضع اكليل من الزهور على ضريح الشهداء، القاء عدد من الكلمات. ومن جهتها دعت دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، المجتمع الدولي وهيئات الاممالمتحدة والاصدقاء في كافة انحاء العالم لمساندة الشعب الفلسطيني لانهاء الاحتلال واستعادة كافة حقوقه الوطنية المعترف بها من قبل الشرعية الدولية . وجاء ذلك في بيان صحفي صدر عنها بمناسبة الذكرى 33 ليوم الارض، وقالت 'في الثلاثين من آذار كل عام تمر علينا ذكرى يوم الارض الخالد، لتُذكرنا بما تتعرض له ارضنا الفلسطينية من عمليات نهب ومصادرة واعتداء من قبل الاحتلال الاسرائيلي وادواته الاستعمارية، بشكل يومي، هذه الذكرى تاتي ليؤكد فيها شعبنا الفلسطيني تمسكه بأرضه وتصميمه على حقه في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل ترابه المحتل في العام 1967'. وطالبت الدائرة ابناء الشعب الفلسطيني بكافة فئاته وتنظيماته السياسية والمدنية، بنبذ خلافاتهم والعمل على انجاح الحوار الوطني وصولا الى ترسيخ وحدة حقيقية وانهاء حالة الانقسام، حتى نتمكن من مواجهة الاحتلال ومخططاته التي تستهدف ارضنا ووجودنا عليها. هذا ولا بد من الذكر ان الشعب الفلسطيني يحيي في كافة اماكن تواجده بشكل عام، وفي الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1948 بشكل خاص في الثلاثين من آذار (مارس) من كل عام ذكرى يوم الارض الذي تعود احداثه لآذار 1976 بعد ان قامت السلطات الاسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الاراضي ذات الملكية الخاصة او المشاع في نطاق حدود مناطق ذات اغلبية سكانية فلسطينية مطلقة وخاصة في الجليل. وعلى اثر هذا المخطط قررت الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني اعلان الاضراب الشامل، متحدية ولاول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السلطات الاسرائيلية، وكان الرد الاسرائيلي عسكريا شديدا، اذ دخلت قوات معززة من الجيش الاسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات الى القرى الفلسطينية واعادت احتلالها موقعة القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العزل الامر الذي ما يزال يتكرر ضد الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية او قطاع غزةوالقدسالمحتلة لغاية الآن في حين يواصل الفلسطينيون تمسكهم بأرضهم. وفي ذلك الاتجاه اصدرت معظم الفصائل الفلسطينية بيانات بمناسبة يوم الارض طالبت فيها المواطنون بالتمسك بارضهم حيث اكدت حركة حماس ان ذكرى يوم الارض والدماء النازفة فيه تحتم 'علينا كفلسطينيين مزيدا من التمسك بثوابتنا الوطنية وحقوقنا المشروعة، وعدم التنازل او التفريط بشبر من الاراضي الفلسطينية المباركة'. واضافت في بيان صحافي 'ان ذكرى يوم الارض التي تكشف زيف ادعاءات حكومات الاحتلال الصهيوني، وحقيقة سياساتها العدوانية واجراءاتها العنصرية، تجاه ابناء شعبنا في القدس والضفة وقطاع غزة وارضنا المحتلة عام 48، وتمثل ضربة بالغة القوة للشعارات الخادعة التي تتغنى بها حيال قضايا المساواة والعدالة لاهلنا في فلسطينالمحتلة عام 48 الذين يعانون اقسى صنوف التمييز والقهر والحرمان، وما محاولة المتطرفين اقتحام مدينة ام الفحم في الايام الماضية والتهديد مجددا باقتحامها الا كشفا لزيف تلك الادعاءات'. واضافت 'ان ايّا من السياسات والاجراءات والمخططات التي تنفذها حكومات الاحتلال المتعاقبة في مدينة القدس والمسجد الاقصى من محاولة تهويد وطمس لمعالمهم الاثرية وتدمير المقابر والمقدسات الاسلامية وتهجير مواطنيها لن يغير من قناعة الاجيال المتعاقبة بأن فلسطين حقٌ للفلسطينيين وارض وقف اسلامي لا تنازل عن شبر من ترابها المجبول بعرق الاباء والاجداد ودماء الجرحى والشهداء، وان لاسترجاع الحقوق السليبة'. ومن جهتها اكدت حركة فتح في الفعاليات الشعبية التي نظمتها بمناسبة يوم الارض على اهمية التشبث الفلسطيني بالارض، مؤكدة بانها ستبقى مخلصة ووفيه قولا وفعلا لفلسطين ارضا وشعبا، وعاهدت الشهداء بالسير على دربهم حتى القدس عاصمة الدولة المستقلة. ومن جهتها اكدت حركة الجهاد الاسلامي ان تزامن انعقاد القمة العربية الاثنين في الدوحة مع الذكرى الثالثة والثلاثين لذكرى يوم الارض جاء ليفرض نفسه على الوضع الرسمي والعربي لتجاوز كل الحسابات والمصالح والعلاقات التي تقفز عن مصالح الامة وثوابتها. وقالت الحركة في بيان صحافي 'اننا في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، ومع تزامن انعقاد القمة العربية مع الذكرى الثالثة والثلاثين لذكرى يوم الارض الخالد، فاننا نؤكد على ما يلي: اولا : ان الواقع الراهن يفرض على النظام الرسمي العربي تجاوز كل الحسابات والمصالح والعلاقات التي تقفز عن مصالح الامة وثوابتها وتبني سياسات ومواقف جديدة تستند الى طموحات وامنيات شعوب امتنا التواقة للوحدة ونفض غبار التراجع والهزائم. ثانيا : ان انعقاد قمة الدوحة وما يحيطها من تحديات يمثل فرصة ليعي العرب حقيقة التحديات التي تواجههم وان يدركوا جميعا ان افشال المخططات الصهيونية التي تستهدف اوطاننا وشعوبنا ليس بالهدف الصعب، خاصة في ظل التراجع الامريكي والفشل الصهيوني المتكرر في غزة والذي اثبت ان بمقدور العرب والمسلمين تحقيق اهدافهم الكبرى اذا ما توفرت لديهم الارادة الحقيقية لذلك. ثالثا: لقد اثبتت كل الوقائع والتجارب فشل خيار التسوية في كل محطاته ومساراته، وشكل طرح المبادرة العربية فرصة امام العدو ليوغل في عدوانه واستيطانه ومحاولات فرض اشكال جديدة من الاحتلال المباشر عبر مشاريع التطبيع مستغلا حالة الفرز والاستقطاب التي سعت امريكا للتعامل مع دول وشعوب امتنا على اساسها، لقد ادارت امريكا ومعها كيان العدو الظهر للمبادرة العربية طوال سنوات مرت وواصل الاحتلال حربه على شعب فلسطين وارتكب المحارق والمجازر بحقه وحاصر قطاع غزة وقطع اوصال الضفة وواصل حربه وتهويده لمقدساتنا وها هو اليوم يطلق عملية ترحيل جديدة لاهلنا في القدسوفلسطينالمحتلة عام 48 عبر مشاريع توسعية وممارسات استيطانية وعدوانية لا تخفى على احد'. واضاف بيان الجهاد الاسلامي : وفي الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم الارض، الذي يمثل ذروة التمسك بالارض ومواجهة الاستيطان وغول الجدار، فاننا اهل فلسطين واصحاب الحق المغتصب نعلن ومن خلال التزامنا بالضوابط الشرعية وثوابت الامة عقيدة وفكرا وسياسة وجهادا : اننا سنبقى صامدين مزروعين في هذه الارض، لا يضرنا من خالفنا ولا من خذلنا، وسنواجه عدونا الصهيوني الغاصب بكل صبر وصمود وبالقوة والتضحية والجهاد والاستشهاد حتى استعادة حقنا الكامل في وطننا المقدس فلسطين. التحية كل التحية لجماهير امتنا الأبية، التحية لأهلنا الصامدين في بيت المقدس المدافعين عن مسرى رسولنا الكريم (صلوات الله عليه)، التحية لاهلنا الصامدين في ارضنا المحتلة عام 48 الرافضين التخلي عن هويتهم والتنازل عن ارضهم والذين رسموا ملحمة يوم الارض بدمائهم وتضحياتهم وما زالوا يواصلون تصديهم لقطعان المستوطنين دفاعا عن ارضهم وهويتهم، التحية لشعبنا الابي الصابر رغم الآم التشريد والغربة في العراق ولبنان وكل الشتات، التحية لشعبنا المجاهد المرابط في الضفة الأبية والقطاع الصامد. التحية للمقاومة الباسلة في فلسطين والعراق وكل مكان من وطننا الكبير الذي يتعرض لمخططات تستهدف ارضه وتاريخه.