العلم : رشيد زمهوط قال خبراء أمنيون شاركوا في منتدى حول الإرهاب والجريمة المنظمة بشمال وغرب إفريقيا الأسبوع الماضي بالعاصمة الجزائر أن أجهزة الاستخبارات رصدت محاولات حثيثة لتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي لإنشاء فروع جديدة للتنظيم بدول منطقة الساحل الافريقي . وأكد مدير المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب الذي يتخذ من الجزائر مقرا له 'قدرة الجماعات الإرهابية في الساحل على استقطاب جهاديين، مستغلة في ذلك خروج دول إفريقية حديثا من صراعات داخلية'. وأفاد الخبير الأمني السينغالي أبوبكر ديارا أن 'تقاطع الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة والمخدرات والاتجار بالبشر قد اكتمل'. ويجري التخطيط لما وصفه ب 'جعل المنطقة من غينيا حتى حدود شمال القارة منطقة عبور رسمية للكوكايين القادم من أمريكا الجنوبية وأفغانستان أيضا'. ويعتبر أبو بكر ديارا واقع فرع 'القاعدة' المغاربي النشيط بمنطقة الساحل الصحراوية بأنها 'مهيكلة بشكل جيد، و تستغل الفوضى وشساعة المساحة لتحويل الساحل إلى منطقة تراجع وملاذ' مبرزا مخططاتها الجديدة المستهدفة اختطاف السياح الأجانب . وقال إن المعادلة توضحت: 'القاعدة توفر الأموال من دخل الاختطافات (الفدية) وشبكات أخرى توفر لها السلاح، وبالتالي تحولوا إلى طرفين حليفين في المنطقة ليس من السهل أبدا فك الارتباط بينهما'. و تدارس المنتدى الثاني من نوعه المنظم بالجزائر تطور النشاط الارهابي بمنطقة الساحل التي تغطي زهاء التسعة ملايين كلم مربع و غير آهلة بالسكان حيث خلصت المداخلات الى علاقة وثيقة تربط الجماعات الإرهابية بعصابات تهريب المخدرات ومهربي الأسلحة ، وتعمل حاليا على خلق جسور تعاون بينها، بتبادل المصالح، وخلصت الى أن عمليات الاختطاف التي تم تنفيذها بالمنطقة، تتم بالتعاون بين المجموعات الإرهابية والعصابات الإجرامية، على اعتبار أن الأولى تعرف المنطقة والثانية لديها إمكانيات الدعم. و خلص أبو بكر ديارا الى أن التنظيم الإرهابي يسعى لتكريس مبدإ الجهاد، في دول الساحل، مشيرا إلى أن 'القاعدة' تسعى حاليا للحصول على صدى إعلامي، من خلال استهداف البنايات التابعة للأمن الوطني والمقرات الدولية، والهيئات الأممية، واستفزاز السلطات بخلق جو من التوتر الأمني، لتثبيط عزيمة السياح ورجال الأعمال من دخول بعض الدول التي ترغب في دخولها على غرار الجزائر، مغتنمة حالة الفوضى واللاأمن، لتحويل المنطقة إلى بؤرة توتر وعنف، مشيرا إلى أن هذه الجماعات الإرهابية، تستغل الساحل حاليا كملاذ لها، وتسعى لخلق تفرعات به، حتى تتمكن من البقاء، بعد تضييق الخناق عليها من قبل دول شمال إفريقيا، كما تمون عناصرها بالاعتماد على اختطاف السياح، وابتزاز الدول والحكومات بطلب الفدية، ما يجعل الخطر الأمني يتضاعف، موضحا أن عدم امتلاك بعض دول الساحل للإطار القانوني والقدرات للدفاع عن نفسها، جعل العصابات الإرهابية تجد ملاذها، يضاف إلى ذلك النزاعات السياسية التي ساهمت في عمليات الاتجار بالأسلحة الخفيفة غير القانونية، وتهريبها عبر المسالك البحرية.