يسعى مجلس الجالية المغربية بالخارج، بوصفه هيئة استشارية هدفها تقديم الأراء الى صاحب الجلالة الملك بشأن المسائل المرتبطة بالأجرة، الى إحداث الآليات اللازمة لضمان إدماج فعال للمغاربة القاطنين بالخارج في الحياة السياسية والاجتماعية الاقتصادية والثقافية لموطنهم الأصلي. يجعل مجلس الجالية المغربية بالخارج من الاشكالية الدينية إحدى أولوياته المحورية، وتجلى ذلك بشكل جلي عندما تم إحداث مجموعة العمل: «الدين والتربية الدينية»، وبالفعل فإن الإسلام، من منطلق أنه يثير الاهتمام الكبير بالنسبة للرأي العام في أوروبا، فإنه بالتالي يعد عنصرا مكونا للهوية الأوربية؛ فالاسلام يحظى باهتمام أوروبا، إذ تشكل بدورها موضوع اهتمام بالنسبة للإسلام. وحرصا منه على تعميق النقاش بخصوص واقع الاسلام في أوروبا، ينظم مجلس الجالية المغربية بالخارج تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ندوة دولية محورها: «الإطار القانوني للإسلام في أوروبا» يومي 14 و 15 مارس 2009 في مدينة فاس وسيشارك فيها باحثون ورجال قانون مغاربة وأجانب مختصون في هذا المجال، إضافة الى العديد من الممثلين السياسيين والفاعلين الثقافيين والاجتماعيين الذين سيتطرقون لمختلف الأبعاد التشريعية والاجتماعية المقترنة بممارسة الإسلام في أوروبا. وتم في الجلسة الافتتاحية من الندوة، تناول الاشكالات التي يطرحها الوضع القانوني للإسلام في أوروبا، كما ستدور أشغال هذه الندوة العلمية الدولية حول المحاور الآتية: التشريعات الأوروبية والحرية الدينية، والتشريعات الأوربية وخصوصيات الديانة الإسلامية، والمقاربات التشريعية للشأن الديني في أوروبا، وأخيرا عرض التجارب المتعلقة بتنظيم الدين الإسلامي في أوروبا. والتي سيشارك فيها عمداء بعض المدن الأوربية الذين سيناقشون ويقارنون تجاربهم في مجال تدبير الدين الإسلامي في مدينتهم. ويطمح مجلس الجالية المغربية بالخارج ومن خلال هذا اللقاء العلمي الأول الى إحداث فضاء للحوار وتبادل التجارب، مما سيمكن من الوصول إلى تحديد أولي للوضع القانوني للدين الإسلامي في البلدان الأوربية المتميزة «بعلمانية ثقافية»، وكذا إلقاء نظرة مختلفة عن تجاربهم وتحليل الإنجازات والتحديات والإكراهات في هذا الصدد.