تطوان: يوسف خليل السباعي استضافت أخيرا الفنانة سميرة القادري معدة النشاط الثقافي الشهري حضور، الذي تنظمه المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة طنجة تطوان بدار الصنائع والفنون الوطنية الكاتب المسرحي رضوان احدادو. وقد عرف هذا اللقاء الذي اختير له كعنوان " رضوان احدادو: الحضور المتعدد " حضورا مكثفا لفعاليات ثقافية وأدبية وسياسية ومدنية وإعلامية ومسرحية بالمدينة. كما عرف مشاركة لكل من الشاعر محمد الطنجاوي وعبد الطيف شهبون ويوسف الريحاني وزين العابدين الحسيني للحديث عن ضيف هذا اللقاء. وبعد الكلمة التقديمية والتعريفية المقتضبة برضوان احدادو كرائد مسرحي وموثق لذاكرة المسرح المغربي في منطقة شمال المغرب، قرأ الشاعر محمد الطنجاوي قصيدة عنونها ب" حارس المعبد"، وهي قصيدة مهداة لاحدادو الذي تحدث عنه الطنجاوي كصديق وليس كمسرحي وكواحد من أبناء مدينة تطوان التي وصفها الشاعر بأنها " حديقة شعرية" بالنسبة إليه، فيما توقف الباحث عبد اللطيف شهبون في حديثه عند الجانب الإعلامي عند احدادو، خاصة كتاباته المتعددة والمتنوعة والغزيرة في جريدة" العلم" وحلقاته عن ذاكرة المسرح في شمال المغرب المنشورة في جريدة " الشمال " التي يديرها الإعلامي خالد مشبال، حيث اعتبر هذه الحلقات ريبرتوارا لذاكرة المسرح في تعدده وشخصياته، وتحدث الكاتب والمخرج المسرحي يوسف الريحاني عن علاقته بضيف اللقاء وكتاباته في العلم الثقافي واشتغاله على العديد من مسرحيات احدادو، ومنها مسرحية " الحافلة"، حيث اعتبر في الأخير أن مسرح رضوان احدادو هو مسرح الغضب أو الصرخة كما سمى ذلك الناقد المسرحي عبد الرحمان بنزيدان. أما الأستاذ زين العابدين الحسيني، فقد تحدث عن احدادو كمناضل سياسي ملتزم ووطني في صفوف حزب الاستقلال إضافة إلى كتاباته المسرحية المتميزة وتوفره على العديد من الوثائق النادرة في مجال التوثيق للمسرح بالشمال، كما اعتبر زين العابدين الحسيني أن احدادو يعتبر ذاكرة في المسرح شأنه شأن الأستاذ محمد العربي المساري في التاريخ ومالك بنونة في الموسيقى. بعد ذلك، تناول الكلمة رضوان احدادو الذي نوه بهذه الالتفاتة من طرف المديرية الجهوية لوزارة الثقافة التي اعتبرها نبشا في الذاكرة، كما وصفها بأنها نوع من الوفاء للمثقفين الذين أغنوا بإبداعاتهم مختلف الأنشطة الثقافية بالمدينة. وتوقف عند بعض المحطات التاريخية الهامة في حياته ورحلته إلى مصر وعلاقاته مع العديد من الزعماء الوطنيين والشخصيات العالمية، كما توقف عند استرداد مدينة تطوان للمسرح الوطني كمعلمة ثقافية وحضارية، والتي ستقوم بتدبيرها مؤسسة المسرح الأدبي بعد ترميمها، قائلا في نهاية المطاف إن المدينة بلا مسرح هي مدينة بلا مدنية. ويجدر بالذكر أن هذا النشاط الثقافي المتميز التي تعده وتقدمه الفنانة سميرة القادري مديرة دار الثقافة بتطوان سبق أن استضاف بعض الشخصيات الثقافية بالمدينة، ومنهم الأساتذة محمد العربي المساري، مالك بنونة، عبد السلام الصفار ومحمد امغارة. ومن المرتقب أن يستضيف قريبا، كما راج في الكواليس، المبدع والروائي المغربي محمد أنقار.