انطلقت الدورة الرابعة من الملتقى الدولي "تطوان الأبواب السبعة" بافتتاح، مساء أمس الأحد، معرض للصور الفوتوغرافية يتمحور حول المدينة العتيقة لتطوان ومعالمها البارزة. وتوج هذا المعرض، إقامة مدتها ثلاثة أسابيع تحت عنوان "الباب الأول"، خصصها الفنان محمد المهداوي للعيش داخل أسوار المدينة العتيقة والتفكير فنيا في نشاط ساكنتها وأحاسيسهم وانفعالاتهم. وقد تمكن محمد المهداوي من المزاوجة بين تاريخ هذه المدينة العريقة ونظرة فنية معاصرة، كانت من نتائجتها إبداع مجموعة من الصور الفنية الرائعة حول الحركة الدؤوبة بالأبواب السبعة القديمة للمدينة. وقد شارك في إتمام هذا العمل طلبة مدرسة الفنون الجميلة بتطوان، وهي مشاركة تهدف إلى تحضيرهم للحدث الفني البارز "تراكانت ستريت"، الذي سيشارك فيه ستة فنانين عالميين خلال السنة المقبلة، والذي تتمحور فكرته حول إبراز غنى وعراقة المدينة العتيقة لتطوان ومعالمها البارزة المصنفة تراثا إنسانيا. والفنان المهداوي، الذي يقيم حاليا في تزنيت بحثا عن الإلهام الفني، من خريجي المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، كما سبق له أن قام بأعمال فنية معاصرة مماثلة لقيت نجاحا ملحوظا في عدد من بلدان العالم. ويعتمد الفنان في إنجاز أعماله على مواد محلية لا يتعدى مصدر جلبها مجال إقامته، لكن بفضل خياله الواسع يجعلها تجد مكانها بتناسب وتناسق مع باقي مكونات العمل الفني ما يضفي على إنتاجه شاعرية وإحساس الفنان المبدع. وإضافة إلى الثقافة، من المنتظر أن يتطرق الملتقى، الذي يستمر إلى غاية 25 من الشهر الجاري، إلى مجموعة من القضايا ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي سواء على المستوى المحلي أو الوطني أو الدولي، بمشاركة عدد من الشخصيات ورجال السياسة والفاعلين الاقتصاديين والفاعلين الاجتماعيين والباحثين والفنانين المغاربة والأجانب. وبفضل نجاح دوراته السابقة، أصبح هذا اللقاء، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موعدا سنويا لفتح حوار ونقاش بناء بين مختلف الفاعلين. وقد خصصت هذه الدورة لمناقشة الإقلاع الاقتصادي لمدينة تطوان عبر الاعتماد على قطاع الخدمات باعتباره خيارا استراتيجيا لنمو المدينة. وقد استدعت جمعية تطوان أسمير، الجهة المنظمة، لهذا الغرض ثلة من الخبراء الاقتصاديين لمناقشة سبل الاستفادة من الإقلاع الاقتصادي غير المسبوق الذي تشهده جهة طنجة تطوان. وأشارت الجمعية إلى أن هذه الندوة تروم بحث سبل ضمان موقع لمدينة تطوان، ليس كمنافسة لتوأمها مدينة طنجة، في النسيج الاقتصادي لقطاع الخدمات، بل عبر جعلها مدينة قادرة على احتضان مشاريع كبرى في مجالات الاتصالات وترحيل الخدمات والسياحة وصناعة السيارات. كما سيتم في إطار فعاليات هذا الملتقى تكريم أحد الوجوه السياسية البارزة في المشهد المغربي، ويتعلق الأمر بالسيد محمد اليازغي، الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. ووفاء من الجمعية لرواد مدينة تطوان، برمجت مجموعة من التكريمات لعدة شخصيات طبعت بعطائها وعملها تاريخ المدينة اجتماعيا وفنيا وثقافيا، كما هو حال بالنسبة لمحمد السرغيني ومحمد النشناش ورضوان احدادو وعبد الله شقارة ورضوان احمايدة، بالإضافة إلى تكريم مجموعة من نساء الحركة الوطنية. كما يضم برنامج هذه التظاهرة مجموعة من الأمسيات والسهرات الفنية ستحييها فرقة "أرابسك"، ومجموعة المعهد الموسيقي لتطوان، وفرقة الجمعية الجزائرية دار الغرناطية، فضلا عن تنظيم مسابقة لأحسن وصفة طبية تقليدية. كما سيشارك مجموعة من المؤرخين المغاربة والأجانب في ندوة حول إحياء الذكرى الأربعمائة لوصول الموريسكيين إلى تطوان بعد تهجيرهم من شبه الجزيرة الإيبيرية سنة 1609 ميلادية. يذكر أن جمعية تطاون أسمير، التي تضم حوالي 500 عضو، تأسست سنة 1995، وحصلت على صفة جمعية ذات النفع العام سنتين بعد ذلك، وتهدف إلى المساهمة في التنمية الثقافِية والاجتماعية والاقتصادية لتطوان ونواحيها. كما تنشط الجمعية في مجالات الدعم الاجتماعي للأشخاص المحتاجين عبر إنجاز مبادرات ذات وقع اجتماعي، ومواكبة البحث العلمي والنهوض بالفنون ودعم الأنشطة الرياضية.