على غرار بعض المدن المغربية ستتوفر تطوان قريبا على مسرح وطني تستفيد منه جميع الفرق والاندية والجمعيات بالمدينة . جاء هذا الاعلان على لسان رئيس الجماعة الحضرية للمدينة رشيد الطالبي العلمي مساء الجمعة الماضي خلال الحفل الافتتاحي للدورة الرابعة ل "فضاء تطاون المتوسطي للمسرح المتعدد" التي تنظمها مؤسسة المسرح الأدبي التابعة لجمعية "تطاون أسمير" إلى غاية 29 نونبر الجاري . وأوضح العلمي في كلمة ألقاها قبل التوقيع على اتفاقية الشراكة ، التي تضع بموجبها الجماعة الحضرية بناية المسرح الوطني رهن إشارة مؤسسة المسرح الادبي بتطوان بعد ترميمها وتجهيزها للقيام بتدبيرها ، أن هذا المشروع ، الذي ستبلغ تكلفته حوالي 13 مليون درهم ، سيصبح جاهزا سنة 2010 . ومن جهته ، ذكر رضوان احدادو رئيس مؤسسة المسرح الادبي أن التوقيع على هذه الاتفاقية يؤرخ لحدث هام في مسيرة تطوان التي تعتبر مدينة الثقافة بامتياز ، خاصة وان المولود الجديد سيقام على أنقاض مسرح المصلى العتيق الذي كان يعتبر ذاكرة تطوان المسرحية ، وأقدم بناية مسرحية في المغرب بعد مسرح سيرفانتيس المشيد سنة 1914 . ومن أبرز فقرات حفل افتتاح دورة "فضاء تطاون المتوسطي للمسرح المتعدد" ، الذي جرى بحضور والي ولاية تطوان والقنصل العام الاسباني بتطوان ونائب عمدة مالقا الاسبانية والسلطات المحلية والهيئة المنتخبة وحشد من الفنانين والمهتمين بالفن المسرحي ، تكريم خوصي مونليون رئيس المعهد العالمي للمسرح المتوسطي الذي يوجد مقره بمدريد ويضم 24 دولة من بينها المغرب ، وهو شخصية كبيرة في عالم الادب والمسرح عرفت بنشاطها الدؤوب منذ 1957 ، وكتب حوالي 50 مؤلفا وأدار عدة مسرحيات وله مساهمات في عدد من الصحف والمجلات ، وقدم عدة دروس ومحاضرات في بعض الجامعات الاوربية والامريكية وحامل لاوسمة وميداليات متعددة من بينها وسام العرش من درجة فارس وشحه به عليه مؤخرا الملك محمد السادس . كما تضمن الحفل الافتتاحي عرضا على شكل مونولوغ بعنوان "الموسيقى تستنجد" للفنان ريشارد مارتان نجم المسرح الفرنسي ومدير ومؤسس مسرح تورتسكي بمرسيليا والذي له مشوار حافل في الانتاج والتشخيص المسرحي دام حوالي 35 سنة ، وعروض موسيقية في فن /غناوة جاز/ لمجموعة بيقاس والاخوين السوسي من مدينة سلا ، ووصلة غنائية لجوق المعهد التطواني للطرب الاتدلسي برئاسة المهدي الشعشوع الذي أدى قطعتين صامتتين في رمل الماية واصبيهان . وجدير بالذكر أن الدورة ، التي تعقد تحت شعار "المسرح : تواصل وحوار" تتميز باستضافة اسبانيا ك"دولة ضيف" ، وهو ما جعل المنظمين يطلقون عليها اسم "لوركا ، المسرح الاسباني" على أن تخصص الدورات القادمة لباقي الدول المتوسطية بالتناوب . ويتضمن برنامج الدورة عروضا مسرحية من المغرب والجزائر وليبيا ومصر واسبانيا ، بالاضافة إلى تكريم شخصيات وطنية وأجنبية وإقامة ندوات ولقاءات حول الابداعات المسرحية بمساهمة نقاد ومخرجين ومؤلفين وأدباء مغاربة وعرب وأجانب . ويشارك المغرب في هذا الفضاء ، الذي أضحى واحة ثقافية وفنية وملتقى هاما يمتد على أزيد من أسبوع ، تتلاقح فيه التجارب وتترسخ من خلاله شمائل الحوار بين الثقافات ، بأربع فرق ثلاثة منها تقدم أعمالها بالعربية وواحدة بالأمازيغية. وتنطلق العروض مساء اليوم السبت بمسرح اسبانيول بمسرحية "سلا الطرح " لفرقة أسيوان من مدينة الرباط على أن تخصص أيام المهرجان الباقية بالتوالي لفرق مسرح أكواريوم الرباط "طاطا امباركا" ، والمسرح الحر بمصر "السعادة الزوجية" ، وحركة مسرح القليعة الجزائرية "الهايلة" ، والبيت الفني للأعمال الدرامية الليبية "مناوبة ليلية" ، وشباب المسرح الادبي بتطوان " بغداد تؤجل عرسها" ، وتيتزوين للمسرح بمدينة الحسيمة "عروس من حجر" بالامازيغية ، والمسرح الجهوي باتنة بالجزائر "فوضى الابواب" ، وأكواريو طياطرو من مدينة مالقا الاسبانية "هل أنفي أحمر" . وكانت مؤسسة المسرح الأدبي قد أقدمت على تغيير اسم المهرجان المسرحي الذي دأبت على تنظيمه في مثل هذا الشهر من كل سنة بتطوان ليصبح يحمل اسم "فضاء تطاون المتوسطي للمسرح المتعدد" بدل اسم "فضاء تطاون للمسرح المتعدد". وأوضحت المؤسسة أنها اتخذت هذا القرار ل "إضفاء بعد متوسطي على الدورة الرابعة لهذه التظاهرة ، التي حققت نجاحا كبيرا " خلال الدورات الثلاث الماضية التي تميزت بمشاركة عدد من الفرق المغربية والعربية والاجنبية ، وبتنوع الفعاليات والأنشطة المقدمة من مسرحيات ومحاضرات وندوات ومعارض و فقرات تكريمية وغيرها .