أفادت دراسة لباحثين من "مايو كلينيك" الأميركية بأن استمرار النشاط العقلي منذ منتصف العمر، من قراءة مجلات وممارسة هوايات كالحياكة وأعمال الخزف وألعاب الحاسوب، قد يؤخّر أو يمنع فقدان الذاكرة لاحقاً أثناء الشيخوخة، لكن كثرة مشاهدة التلفزيون لا تفيد ذلك. وستقدم حصيلة الدراسة -التي نشرت بمجلة مديكل نيوز تودي- في لقاء أكاديمية علم الأعصاب الأميركية السنوي القادم، بمدينة سياتل بولاية واشنطن، الذي سيعقد بين 25 أبريل و2 مايو من هذا العام. ودرس الباحثون عينة من 197 مسن أعمارهم بين سبعين و89 عاماً، وقد شُخّصوا بضعف إدراكي أو فقدان ذاكرة معتدل، وقارنوهم بحوالي ألف و124 شخص من نفس الفئة العمرية، ليس لديهم تلك الأعراض، من خلال سؤال المجموعتين عن أنشطة حياتهم اليومية في منتصف العمر وخلال السنة الماضية. أظهرت النتائج أن المشاركين الذين شملت أنشطتهم اليومية آنذاك قراءة الكتب وممارسة ألعاب واستخدام الحاسوب وهوايات كالخزف والحياكة، كانوا أقل تعرضاً لمخاطر فقدان الذاكرة بثلاثين إلى خمسين بالمائة، مقارنة بالمشاركين الذين لا يفعلون شيئاً من ذلك. أما المشاركون الذين يقضون يومياً أقل من سبع ساعات لمشاهدة برامج التلفزيون، فقد كانوا أقل تعرضاً لمخاطر الإصابة بفقدان الذاكرة، بنسبة 50% مقارنة بآخرين يقضون أكثر من سبع ساعات أمام جهاز التلفزيون يومياً. كما أن المشاركين الذين يتواصلون اجتماعياً، ويقرؤون المجلات بمرحلة منتصف العمر، كانوا أقل تعرضاً للإصابة بفقدان الذاكرة، بنسبة 40% مقارنة بالمشاركين الذين لا يفعلون ذلك. ويرى المؤلفون أن هذه الدراسة أظهرت أن الشيخوخة لا ينبغي أن تكون مرحلة أو تجربة سلبية بالضرورة. ببساطة، مجرد الدخول في تمرين أو نشاط إدراكي (معرفي)، يقي المسن من فقدان الذاكرة مستقبلاً. لكن التحدي في هذا النمط من الأبحاث هو اعتمادها على الذكريات الماضية للمشاركين المسنين، لذلك تحتاج هذه النتائج إلى تأكيد بمزيد من البحث.