كحل المآقي عيناك صمت حزين ، يوقظ مواقد الدفء لحظة المطر ، ملثمة بخمار العفة في بوادي الهمس ، ينبت الخوف فراشات ترتعش لواقح أنوثة ، تخضب جسدها بلون العشب ، تزهر الإثارة فرحة في عيون مراهقة على باب الطفولة ; أودع حماقاتي ، وأدرف الدمع على ما تبقى من عمري في الطريق إليك..... لج المآسي مزقته الرياح في صحراء التيه ، تقسو الطبيعة أحيانا ، دون أن تدري ، ويتعلق الشوق بصاحبه في ليالي الهجر ، يوقد مشاعل الفراق في تنهدات أم تراقب النجم الغارق في الجرح ، يعتريني صمت فرعوني على هرم الحكاية ، وأسطورة توزع أوراق اليانصيب على الأحفاد ، والجدة تروي تفاصيل الهروب..... موقد الأفاعي أتسلل ليلا ، داخل حجر الأصوات المتداخلة ، لا تلمس وجهك في سديم الوقت ، يعلو الهدير الهائج في أقاصي الصمت ، يرجع الصدى حرية الإعتقاد ، واختلاف الأديان حول أهلية المرشد والراهب و القديس ، و الفقيه المتقلب المزاج على باب السياط ، هناك مسجد ودير ومعبد وزاوية لخلوة دائمة ; لا أثر للجرح في إستنطاق الحجر ، ولا خدوش تزين وجه العروس ليلة الزفاف ، أجمع أعضائي في أكياس بلاستيكية ، وأرميها إلى الكلاب ; لا مجال للهرب - هكذا سمعتها- من الذي يمسح لحيته بعطر المكيدة ، وحناء الألوان الصاخبة في تراتيل الهداية ..... حرقة القوافي تشعر القصيدة بضيق التنفس ، في فضاء رحب من الكلمات المدجنة في معامل الإخصاب ، واستنساخ المفردات البديئة لموت يؤجل فينا لحظة الوداع ; أتحرى على مكامن الصوت ، وأنين الحروف المبتذلة على حافة الوجع ، ينهار سقف المعاني على بهو الصور ، ينزل الوحي إلهام الأشعارالمعلقة على باب القرى المهجورة ، وعطر البخور يدغدغ حواس الإنفلات من عروبة الخيام والإبل في مراعي اللغة يكثر الحشيش والصنوبر ; يوشك الماء أن يحمل عطش السحر ..... وقع الجريرة أخمدت نار الفتنة في مدار السؤال العنيف ، أوقع الخصم سقوط الجثث ،لا مفر من الموت اليوم -هكذا قالت العرب - عندما اشتدت عواصف الهجيرة ، وتقطعت سبل الرشاد في مسالك الطرق الوعرة عبر قوافل الصيد ، والممرات الموصدة في اتجاه القدس وأطراف غزة ، أحتمي بأعدائي من صلب النخوة ، و السلالة المتحللة في معسكرات التعذيب ،أحمل بطاقة العبور ، وأختفي.