حبيبتي أنت خيوط فساتين سماواتِي الملونة مطرزة بالرغبة والحنين من تنهداتك أتنفّسُ عبير الحياة وفي قرقرة نهدك يتكوم نزق طفولاتي... دمشق أنا لا أعطش إلا لحبك لا أجوع إلا في الغرق في عيونك الغامضة ولا أتلذذ إلا على جلدك الندي... أحن لأستنشاق عطر أنفاسك وأنا أمرر أصابعَي بين خصيلات شعرك وأسند رأسي على صدرَكَ أحلم في الغرق في حلاوة ينابيعك فدمي أخضر من زيت أشجارك لا تزال تَنْمو في تربة الروح... أبتهل ل شموع أصابعك المضيئة في عتمة عروبتنا لفمك المعطر بالياسمين والبرتقال... وأنادي على خيول قلبك لتصهل عالياً بزهو وافتخار في القدس وبغداد... حبيبتي لمَلِمي براعم حياتي المبعثرة في الريح واعصريها في قوارير عطرك الشهي ... أنا ... أنا أحبّك أكثر من الحبّ وأشتاق إليك أكثر من الشوق أحبيني بما يكفي لأكون عربيا... لأجلك اعتق عنب القصائد فراولة الأحلام وشبق البحر بالسحر وألغاز الروح في جرار الحب وأسكبها تحت أقدامِكِ ل تطائين فوقها نحوعرش اللذة والاشتهاء... دمشق يا أميرة الغابات الوحشية بكل شذاها الوثني تعلق أزرار فساتينها نجوما في السماء تلهب خيال الشعراء الأنبياء والفرسان..... وتضاجع خيالاتي أحلامي علّني أصير شاعرا يكتب لها القصائد حبيبتي هذا المساء ذهب هباءً مثل بقية المساءات دون حضورك الروح آثمة لم تذق طعم الحب والجسدغابة موحشة خلت من العشب والأشجار يموت فيها حشائش الليل يتصحر فيها كل شيء حتى الحب من شح مطرك ولبن أنهارك... .. لم يبق غير الموت ولم يبق للموت أيَّ شيءٍ يأخذهُ غير الصقيع والوحدة وعذابات التشرد... حبيبتي كيف تنأى نفسي عن نفسي وتلوذ إليكِ...؟ بالأمس حلمت بجيش من الفراشات في قلبي سرعان ما نزفت ملحا بسببي وصارت دموعا... أفتش، عما أفتش عنه أرى ما لا يُرى متسائلاً .. أين أنا بل من أنا...؟ الآن، ينبغي للحزن المتورم أن يتحرر ويصبح أغنية تستجيب لنداء الحب اللامتناهي يحدثنا عن المرأة عن الوطن وعن الإنسان...