1)ريش أوراقٌ محمّلة بقطرات الندى جِدعٌ وأغصانٌ عصفورٌ يعزف سمفونيته طفلٌ يتحايل على رميه... طار العصفور واحدةٌ بعد الأخرى تساقطت بعضُ الأوراق وقليلٌ من الريش والندى 2 ) المقبرة في الركن الغربي للمقبرة كانت هنالك جنازه... امرأة تتمرغ في التراب، تنتحب، تنتفُ شعرها ، تُخَمِّشُ خديها.. تنتفض كطفلٍ صغير وتصيح:(( أدفنوني معه ...أدفنوني معه)). وفي الركن الشرقي قبورٌ مهذلة، أشجار سدرٍ وأوكاليبتوس، كلابٌ تتهارشُ.. كلبٌ يتقوس يُهَرهِر، يوُقوق. وفوقه قطٌ منتفشُ الشعر، يحتمي بشجرة. وغير بعيدٍ جلست عجوزٌ تحاورُ بتؤدة قبرا منسياً. تنقل له أسعار الطماطم والبطاطس، تحدثه عن الغلاء الفاحش. تشكو له ظلم (الكنة) ووقاحة الأحفاد. تخبره بالمولود الجديد (ضاحكةً):(( إنه يشبهك! )). ثم تذرف دموعها بهدوء.. ترش القبر بالماء والحناء، وترش حتى قبور الجوار، ثم تودع الأموات وهي في منتهى السعادة والراحة. وثمة نسوة يثرثرن..وطفل في ظهر أمه يداعب رضاعته، يحركها ، (ينخضها).. يضرب كتفي أمه الغافلة... يبكي، يصرخ مالمقبرة بالنسبة إليه؟! 3)محرقة كتب قصة قصيرة جداً، نشرها بجريدة إلكترونية، علق عليها أصدقاؤه:(( قصة جميلة ومذهلة انشرها في كتاب)). دفعوه للمحرقة!. 4) أنا وأنتِ أنا وأنتِ سنرحلان بعيدا هذا اليوم. أنتِ وأنا، سنبتعدان عن ضوضاء المدينة، لنستمتعا بدفء الربيع. نحن الآن فوق هذا التل لا نرى من المشهد سوى صحون مقعرة فوق السطوح. ولا نسمع سوى أصواتَ منبهاتٍ طائشة. أريد الابتعاد عن الضوضاء، عن الدخان ،عن هموم الناس وحركة المارة..عن هذا العود الأبدي. عفوا تخلصي من تلك الجريدة وحاولي نسيان رقم هاتفك المحمول لا أريد شيئا يذكرني بالمدينة. ها قد وصلنا وفي السماء ضبابٌ متلاشيٌّ ليس هذا وقته .ها قد وصلنا وفي السماء شمسُ الربيع ، وفي الأرض الطل والندى..دعينا نفترشُ العشب، دعينا نصطاد الجراد..( أششش) ودعينا نسمع دبيب النمل، نسمع هَفِيف الفراشات . وعلميني كيف تؤكل ثمار (البلوط ). ثم اتركيني أٌحضر الشاي فوق قبَسٍ من نار حطب هادئة.. نهار ممتع سوى أن عقارب ساعة يدك تشوش عليّ قليلاً.