لأنني لا أجيد القرصنة فوق بحورها رفضت ركوب القوافي وكيف أستطيع أن أكون ملاحا وأنا معلق بين السماء والأرض
أنظر الى قصيدة النثر فأجد نفسي ملاحقا بتهمة الرقص فوق الحبال المرتخية هكذا صرت أجوب المحيطات مثل غريق يتشبث بخشبة مثقوبة أسبح فقط لأغرق وأغوص في سرداب مغلق
انني مثل قارب محطم في انتظار موجة قادمة لتجرفني ما كنت يوما صيادا ماهرا في أعالي البحار ولم أحمل صيدي الثمين الى الفنارات البعيدة ولم يعد لدي مجاديف للنجاة
أحيانا أقضي سويعات قليلة لترويض جواد جامح في مخيلتي وأحيانا أجهد نفسي لمصارعة الرياح وأسأل نفسي :هل أنا شاعر فعلا؟ وهل كنت أبدع شعرا؟
لدي قصائد ولا أجد شاعرا يكتبها وأنا الآن أفكر أن أعتزل كتابة الشعر وأنضم الى طابور العاطلين عن نظمه سوى أنني في المرة القادمة سأجرؤ على ختم نهاية كل قصيدة بالشمع الأحمر وأعيد صياغتها حتى تشرق الشمس من الغرب وكيف لي أن أسمي الأشياء بأسماءها ومفردات قاموسي عاجزة عن استلال شعر القصيدة من عجينة الالهام
أحس أني أصبحت محبوسا في فضاء لا يليق بي وسأظل كذلك الى أن أدلف تحت الأنواء وما كنت أحسب أني قادر على اغواء التماسيح لهاذ ا مت مرتين: واحدة عندما وضعتني أمي وأخرى عندما كتبت أولى قصائدي في دفتر مدرسي متآكل
لست أدري لماذا أسلم جثتي لبئر عميقة ولماذا أسلخ الشاة قبل ذبحها؟؟ ولماذا يمنعني الشعر من الدخول الى بحوره الغادرة ويختم جواز سفري بخاتم:" شخص غير مرغوب فيه"
انني أشعر أن كل شئ حولي بدأ يتناسل في الليل حتى بصماتي لا تستأذن لي بمراجعة أوجاعي المبعثرة وهي شريكتي في الجريمة وما كنت أعلم أن أشجار حديقتي أكثر سعادة من العصافير التي تغازلها
كان الشعر يسافر بي في مدارات لا حدود لها ويحملني على متن بريقه المخادع وكنت كالمحكوم بالاعدام أمشي بين نارين تارة وأخرى أعلق على أعواد المشانق. ورغم ذلك لا أقيم وزنا للذين أهدروا دمي ورموا قميصي في جب المتاهات وتركوني أدافع عن براءتي في محاكم الذئاب