الخارجون من المسامات الندية
والداخلون الى شظايا النسيان
والعائدون من منفى الغواية المكتظ
يزرعون السراب
يختلسون الموت
يتوسدون المتاهات
هم الراقدون في شقوق الغبار
الراحلون مع تخوم الزمان
السابحون في مرايا الصمت
التائهون مع هذيان الريح
يعبرون (...)
أدخل في نقاش حاد مع ذاتي المتوترة
ولا أراهن
في وضح النهار
أتسلق عمود الإنارة
ولا أبالي بمصابيح لا ترتعش في قبضة الريح
ألعن الوقت البطيء
الذي يطل من ساعة في معصم يدي
وكأنه يجر أثقال الدهر
أنقب عن ذاكرتي الهشة
في تبن الحصاد المر
كغريق في (...)
بعد مسيرة خمسة أيام
بين المسالك الوعرة
منتعلا خفين من جلد الماعز الخشن
وصلت الى نقطة "الحريك" *
قبل الرحيل الى المجهول
والهروب صوب البحر
وضعت حفنة من حبات الرمل
في جيبي
انتقيتها من شط بلادي المفضل
ثم تركت نعالي المهترئة
عند باب البحر (...)
وأنا أكتب نصوصي منذ سنوات
بعيدا عن الأضواء والنجومية
ثم توقفت عن كتابة الشعر حتى لا يتبعني أحد
أنا الآن هائم في واد غائر
وصرت نسيا منسيا
وتم تكفيني ببياض ورقة يتيمة
ورميت نفسي في بئر
لا تمر بقربه السيارة
صرت كالشاعر (...)
سأخون الشعر
وأهجره
ولن أكرس له
ما تبقى من عمري
سأواري كل قصائدي
ومسوداتي
وخربشاتي
في بئر مهجور
تحرسه ذئاب متوحشة
وسأكتب على قميصي
براءتي من الشعر
ثم أقدم استقالتي
وأتنازل عن قرضه
سأعتذر للصفحات البيضاء
التي لطخها قلمي
بمداد عصي (...)
عندما أتفقد تجاعيد وجهي الغادرة
لأتملص من شطحات اقنعته
وأعلن عن عصياني العنيد
أدفن وجهي المعكوس الذي لا أراه
الا في مرايا لا تعرفني ولا تبتسم لي قط
ثم أتفرس في شقوق المرآة
فأرى وجهي المهترئ في مكان ما
لقد رأيته معصوب العينين
لذا سأعيد ترتيب (...)
لم أعد أطيق الكتابة
أناملي سئمت معاشرة القلم
ومساماتي صارت تضجر من طعم المداد
لم أعد أملك الكثير من الألغاز
ولا مفاتيح سحرية لفتح خبايا الأسرار
لم أعد أشعر بنشوة الابداع
أنا الآن أتمرن على مكائد الشعر
منذ أكثر من أربعين سنة
وأنا أتخبط بين (...)
لأنني لا أجيد القرصنة فوق بحورها
رفضت ركوب القوافي
وكيف أستطيع أن أكون ملاحا
وأنا معلق بين السماء والأرض
أنظر الى قصيدة النثر
فأجد نفسي ملاحقا بتهمة الرقص
فوق الحبال المرتخية
هكذا صرت أجوب المحيطات
مثل غريق يتشبث بخشبة مثقوبة
أسبح فقط (...)