عندما أتفقد تجاعيد وجهي الغادرة لأتملص من شطحات اقنعته وأعلن عن عصياني العنيد أدفن وجهي المعكوس الذي لا أراه الا في مرايا لا تعرفني ولا تبتسم لي قط ثم أتفرس في شقوق المرآة فأرى وجهي المهترئ في مكان ما لقد رأيته معصوب العينين لذا سأعيد ترتيب تجاعيده
لا أحفل كثيرا بكيد المرايا فانا لا املك سوى رصاصة واحدة أهداها لي قناص أعمى ولا بالقتلة المأجورين الواقفين وراء ظهري غير أني أجد ملاذي في اطفاء نيران الفتنة التي تضرمها السيوف الخشبية
كالمنبوذ أمتطي دراجة هوائية في يوم عاصف وبعيون جاحظة أكتب قصائدي على جدار مائل لا أريد نبش شظايا الأوهام فقط أحاول جاهدا ترميم أحلامي طالما أجهدت نفسي في بناء زنزانتي على صفيح ساخن وسأظل مدينا للجدران الأكثر برودة
لا تهمني كثيرا شرفة الجيران فهي غالبا تفسد علي متعة التلصص على الموتى الفارين من دفء القبور
منذ الآن سأعترف بأن مزاجي لا يقاس بالدرجات المتفاوتة رغم ما به من حرارة تفوق حمى المستنقعات ولكنني على الرغم من ذلك أتزحلق على كرسي هزاز وأطلق العنان لضفائر الذكريات تتسلى بقسمات وجهي التعيس
لا خيار لي سوى أن أغلق كل المرايا في وجه المغرورين والنرجسيين فلا انعكاسات اليوم قد تبين الحر من العبد والجميل من القبيح
ما اجمل أن يبصق الشاعر في مرآة جيبه ولو مرة واحدة في عمره القصير