تضطلع الأندية السينمائية في المؤسسات التعليمية بمهام تربوية و تثقيفية من أجل ترسيخ الصورة و مبادئها بين الكلامية و الكتابية، و داخل النسيج التعليمي الذي يمكنه أن يقوم برهان حضاري في مبادئ المعرفة و الجودة و التغيير إلى الأفضل. فالأندية التربوية السينمائية مدعوة إلى تخصيص حصص تكوينية و ورشات ثقافية فنية تعتمد أسلوب التلقين الجديد في مختلف مناحي الاشتغال بالصورة من كتابة سينمائية إلى توضيب و مونتاج إلى تصوير إلى "كاميرات" فاعلة في التقاط همومنا التربوية ومعالجتها، و رصد جوانب تعثرات أبنائنا الذين نراهن عليهم. فالتكوين ضرورة ملحة سواء للإخوة المؤطرين داخل الأندية التعليمية عموما و السينمائية على الخصوص، و إعدادا برامج و ملتقيات من شأنه أن تغني المعارف و المدارك و تبحث عن المسار السليم، دون أن تغفل و بطبيعة الحال الدورات التقييمية و المسابقات التحفيزية لفائدة المنسقين. كما ندعو من هذا المهرجان التربوي الهادف للفيلم التربوي .... أو التفكير في إنشاء شبكة جهوية للمشتغلين بالفيلم التربوي، إيمانا بقدرات و اجتهادات الإخوة المؤطرين للأندية، و حرصا على استمرار التشاور و التدارس و تبادل الآراء و الأفكار، لهدف نبيل و متحضر و تعبير صادق لمشاعر جيل بات يؤمن بسلطة الصورة التي اقتحمتنا و دخلت بيوت بإذن أو بدون استئذان، حتى بات الذي يملك الصورة يملك المعرفة. من هذا المنطلق و تحت طائلة هذه الآراء، و بعد نجاح ملتقى مكناس للفيلم التربوي السنة الفارطة 2009، الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين و بتعاون مع نادي السينما و التوثيق و الإعلام (مكناس) تنظم المهرجان الوطني الأول للسينما التربوية أيام 17 – 18 – 19 ماي 2010 بقاعة الفقيه محمد المنوني بالمركب الثقافي تحت شعار "السينما التربوية في خدمة مدرسة النجاح"، و قد شكلت لجنة تنظيمية تسهر على هذا المهرجان منذ أمد بعيد و استعرضت مختلف الواجهات التي ستجعل من مهرجان مكناس التربوي انطلاقة هادفة للعمل من أجل تكريس حضور الصورة و تبليغها للناشئة في مجتمع بات لصيقا بالصورة التي تأتيه من كل حدب و صوب، و قد باشرت اللجنة عملها بإصدار مذكرة رسمية لكل الأكاديميات من أجل المشاركة و المساهمة في مولود مدينة مكناس السينمائي، كما تجدر الإشارة إلى أن برنامج المهرجان بالإضافة إلى عروض أفلام المسابقة و التي بلغ إلى حدود كتابة هذه السطور "13" أكاديمية أعلنت مشاركتها رسميا، هناك كذلك عروض لأكثر من 10 أفلام ستخصص للجهة المنظمة (جهة مكناس تافيلالت) كتشجيع للنوادي السينمائية و التلاميذ و المؤطرين على حد سواء، إضافة إلى عرض شريطين متميزين في حفل الافتتاح هما شريط "هذا عودي و انا مولاه" للمخرج الشاب عبد اللطيف فضيل، و شريط احترافي للمخرج رشيد زكي يحمل عنوان "قطرة". كما أن المنظمين سيعملون على تكريم وجوه سينمائية محلية و وطنية، إضافة إلى لجنة تحكيم يشارك فيها مهتمون و دكاترة في المجال دون أن نغفل العمل التكويني، حيث سيخصص جزء من المهرجان لورشات تكوينية في مجال السمعي البصري ... إضافة إلى عرض عدد كبير من الأفلام التربوية الناجحة بالمركز التربوي الحهوي لفائدة المشاركين و المؤطرين و طلبة المركز ضيوف المهرجان.