شهدت مدينة فاس فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للفيلم التربوي، التي نظمتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان، بشراكة مع جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح، خلال الفترة الممتدة بين فاتح و3 أبريل 2010، تحت شعار: «الفيلم التربوي دعامة أساسية للنهوض بمدرسة النجاح». وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، قد عممت في بداية شهر دجنبر 2009 مذكرة وزارية تدعو فيها الأندية التربوية والسينمائية التابعة للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بمجموع التراب المغربي، إلى المشاركة بفعالية في هذه التظاهرة التربوية والفنية الكبيرة. ومعلوم أن الأهداف الأساسية لهذا المهرجان، تتراوح بين تفعيل دمج الوسائل السمعية البصرية في المنظومة التعليمية، باعتبارها وسيلة ناجعة في المنهاج الدراسي، وتعزيز ثقافة الصورة، وإكساب التلاميذ مهارات تفكيك اللغة السينمائية واستيعابها، بالإضافة إلى ترسيخ السلوك المدني والتحفيز على الخلق والإبداع. وهكذا عرف المركب البلدي الثقافي (الحرية) عروضا للأفلام التربوية المتنافسة حول جوائز المهرجان الخمسة، وهي: الجائزة الكبرى للفيلم الروائي والفيلم الوثائقي، وجائزة الإخراج، وجائزة السيناريو، وجائزتي أفضل تشخيص إناث وأفضل تشخيص ذكور. وكذا عروضا لأفلام بانوراما الفيلم التربوي المغربي. أما المركز الجهوي للتكوين المستمر، فقد عرف عروضا ليلية للأفلام الاحترافية ضمن القافلة السينمائية التي شارك بها المركز السينمائي المغربي. يشار إلى أن أكاديمية فاس بولمان توصلت بأكثر من 90 فيلما تربويا قصيرا من جميع الأكاديميات، باستثناء أكاديمية الدارالبيضاء الكبرى، وتراوحت بين أفلام روائية وأخرى وثائقية. وقد عملت لجنة الانتقاء على اختيار 14 فيلما للمسابقة الرسمية، و9 أفلام للعرض ضمن بانوراما الفيلم التربوي المغربي. وفيما يخص فقرة التكوين، فقد أولت إدارة المهرجان أهمية لتقنيات إنجاز الفيلم الوثائقي، حيث ألقى المخرج المغربي المعروف أحمد المعنوني درسا في الموضوع، استفاد منه مؤطرو الأندية التربوية والسينمائية التابعة للمؤسسات التعليمية والمشاركون في المهرجان. كما نشط محمد بكير الخبير في السمعي البصري، ورشة خصص محورها أيضا لتقنيات وآليات إنجاز الفيلم الوثائقي. وعرف المركز الجهوي للتكوين المستمر التابع للأكاديمية مائدة مستديرة جمعت بين المخرجين الشباب والصحفيين ورجال ونساء الإعلام، وقد أشرف على تأطيرها كل من عبد السلام المساوي (المدير الفني للمهرجان) ومحمد فراح العوان، رئيس جمعية فضاء الإبداع للسينما والمسرح بفاس. وفي سياق تعميق المعرفة وإذكاء النقاش حول قضايا الثقافة السينمائية، وضمن الندوة الوطنية السنوية، اختارت لجنة التنظيم موضوع: «حضور الطفل والطفولة في السينما المغربية»، حيث شارك فيها أساتذة جامعيون وسينمائيون محترفون، وهم: حمادي كيروم (ناقد سينمائي)، ولحبيب ناصيري (مختص في قراءة الصورة وناقد سينمائي)، والحسين وحساة (رئيس قسم السمعي البصري بالمركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب) ونشطها الإعلامي والناقد عبد الإله الجوهري صاحب برنامج (كاميرا الأولى) على القناة المغربية الأولى. وقد نظمت الندوة بتعاون مع منظمة اليونسيف، لاهتمامها بقضايا الطفل والطفولة. تجدر الإشارة إلى أن لجنة التحكيم الرسمية، والتي أشرفت على انتقاء الأفلام، تكونت من فنانين وخبراء تربويين، وهم فاطمة الوكيلي (فنانة وإعلامية)، وعمر بلخمار (ناقد سينمائي)، وهشام بهلول (فنان سينمائي)، ومحمد فريسي (مفتش تربوي ومنسق جهوي بأكاديمية فاس بولمان)، وياسين عدنان (شاعر وإعلامي).