استضاف معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي أقيمت فعالياته ما بين 28 يناير و12 فبراير 2010، كاتبين مغربيين هما القاص والروائي إدريس الجرماطي (من مدينة ورزازات)، والقاص والشاعر محمد البلبال بوغنيم (من مدينة تيفلت). وقد جاءت مشاركة الكاتبين على هامش ندوة الرواية العربية التي تتخلل أنشطة المعرض الدولي، وذلك عقب إصدارهما لعملين جديدين عن دار سندباد للنشر والإعلام بالقاهرة، حيث أصدر المبدع إدريس الجرماطي روايته الثانية بعنوان: "عيون الفجر الزرقاء"، وأصدر المبدع محمد البلبال بوغنيم مجموعته القصصية "القاغيش" عن نفس الدار. وفي سؤال للمبدعين عن ظروف الاستقبال، وتفعيل الحضور المغربي بالقاهرة في أفق التعريف بالمنتوج الإبداعي المغربي بالخارج، أشار المبدع إدريس الجرماطي إلى أن الرحلة الثقافية كانت ناجحة بجميع المقاييس، بدءا من الاستقبال الذي كان رائعا بحفاوة لا مثيل لها وانتهاء بفراق صعب ومؤلم لمغادرة أرض تشبهه كثيرا، كما عبر الجرماطي عن سعادته بالمشاركة في عدة برامج إذاعية وتلفزيونية متميزة ممّا مكنه رفقة البلبال بوغنيم من التعريف بالإبداع المغربي، إذ استضافتهما كل من قناة النيل الثقافية في برنامجين مختلفين رفقة الناشر المصري خليل الجيزاوي مدير دار سندباد للنشر والإعلام، وخمس برامج بإذاعة صوت العرب هي على التوالي: برنامج "مربط الفرس" مع الإعلامي محمد الناصر، وبرنامج "رسالة معرض القاهرة الدولي للكتاب" مع الإعلامية غادة كمال، وبرنامج "فرسان الكلمة" مع الإعلامية مشيرة العجماوى، وبرنامج "أنا وهؤلاء" مع الإعلامية نهى الشاعر، وبرنامج "رحلة في أعماق مبدع" مع الإعلامية إيمان كمال. ويضيف المبدع محمد البلبال بوغنيم أنّ رحلتهما كانت موفقة بامتياز، وحضورهما كان قويّا من خلال تفاعل رواد المعرض والأدباء المصريين مع "عيون الفجر الزرقاء" و"القاغيش" المنشورين بالقاهرة، وحفلات التوقيع والنقاش والمقاهي الأدبية المنظمة على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي اقتربت من خصوصيات الإبداع المغربي ومميزاته من خلال نموذج العملين المذكورين، وكذلك اللقاءات والحوارات المباشرة للمبدعين المغربيين مع أسماء وازنة في الأدب والثقافة المصريين من قبيل يوسف الشاروني ويوسف القعيد وغيرهما. وعن سبب هجرة بعض الأصوات الإبداعية المغربية إلى النشر بالخارج (وهو نفس السؤال الذي سبق وطرح على المبدعين بقناة النيل الثقافية) أفاد كل من الجرماطي والبلبال بوغنيم أنّ الهدف الأول والأساسي من هذا الاختيار هو ضمان إشعاعية أكبر (خارجية) للإبداع المغربي والتعريف بهذا المنتوج على صعيد يتجاوز الحدود الوطنية، وكذلك تفعيل سبل التعاون والتشارك بين أنماط الإبداع العربي في مختلف الجغرافيات. وعن الوقع الثقافي للحضور المغربي بمصر الشقيقة، والتفاعل مع الأنشطة الثقافية على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب2010، يقول الروائي والناشر خليل الجيزاوي: "إنّ الأمر يعدّ فرصة تاريخية للتلاقح مع الأدباء العرب، وهذا ما حدث بالضبط مع الأديبين إدريس الجرماطى ومحمد البلبال بوغنيم فقد تعرفا على أدباء من السعودية وتونس وسوريا والسودان إلى جانب الأدباء المصريين، وشخصيّا كناشر ومن خلال الوكالة الأدبية التي تتبناها مؤسسة سندباد للنشر بالقاهرة سعيت بتوفير لهما دعوة زيارة القاهرة، وترتيب لقاءات قناة النيل الثقافية وإذاعة صوت العرب، بل قمت بتقديمهما للكثير من الأدباء والنقاد المصريين على المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب". ومن جهة أخرى أضاف الناقد والإعلامي خليل الجيزاوي في معرض حديثه عن جدوائية النشر بالخارج وقيمته المضافة بالنسبة للمبدع والبلد المتبني للإبداع، حيث قال:" يسعى الكاتب دائمًا للخروج من الدائرة الضيقة التي يكتب فيها، هذه الدائرة تتطلب من الكاتب ضرورة السعي للخروج من شرنقة الإقليمية الكتابة والنشر داخل بلد الكاتب إلى فضاء أوسع وأرحب يشمل معظم العواصم العربية. وهنا لابد للكاتب أن يسعى جاهدا بنشر ما يكتبه خارج البلد الذي يقيم ويعيش به؛ لهذا وغيره أرى أن تجربة نشر الأدباء المغاربة كتبهم بالقاهرة خطوة متميزة جدًا؛ لأن النشر بالقاهرة يتيح للكاتب المغاربي التواصل مع معظم المترددين على القاهرة خاصة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهذا ما حدث مع الأدباء المغاربة الذين نشروا كتبهم مع مؤسسة سندباد للنشر بالقاهرة خاصة الأدباء: حسن البقالى، إسماعيل البويحياوى، إدريس الجرماطى، ومحمد البلبال بوغنيم وغيرهم". وللإشارة فقد سبق للقاص إدريس الجرماطي أن نشر عمله الأول بالمغرب سنة 2008 موسوما ب "رحلة في السراب"، كما سبق للقاص محمد البلبال بوغنيم أن نشر أعمالا بدور نشر مغربية، من قبيل: عتاب حذاء (قصص)، مقبر خليل (قصص)، رتاج المدائن (شعر)، برزخ الأحلام (شعر).