نظمت أكاديمية جهة دكالة عبدة الجامعة الخريفية الأولى حول موضوع :"الحكامة في مجال التربية والتكوين" وذلك يومي الجمعة والسبت 20 و 21 نونبر 2009م شارك فيها العديد من الباحثين والفاعلين التربويين من المغرب والجزائر . افتتحت الجلسة الصباحية الأولى من يوم الجمعة بكلمة للسيد مدير الأكاديمية محمد معزوز الذي رحب فيها بالضيوف وخاصة منهم القادمين من الجزائر الشقيقة وشكرهم على تحمل عناء السفر للمشاركة في الندوة. وبعد كلمة السيد المدير بدأت أشغال الندوة بمداخلة قيمة للأستاذ عبدالفتاح الزين أستاذ بالمعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط العاصمة حول موضوع: "أية حكامة لأي تدبير تربوي؟" حاول خلالها التطرق لأهمية الحكامة ودورها في التدبير التربوي والتعليمي وبناء ثقافة الديمقراطية والقيم الحضارية لدى الناشئة. بينما كانت مداخلة الأستاذة نعيمة نصيب أستاذة محاضرة بقسم علم الاجتماع بجامعة قالمةبالجزائر حول موضوع " استخدام مقاربة التدريس بالكفاءات في المدارس" مبررة أهمية بالكفاءات داخل جماعة الفصل الدراسي والاعتناء بها اعتناء يساهم في تقدم وتطور المعرفة داخل المجتمع . ولتوضيح تجربة الجزائر في تحسين نوعية التربية والتعليم والتكوين أبرزت الأستاذة بجامعة الجزائر أميرة جويدة أهم المراحل التي عرفها تطور التعليم الجزائري وسيرورة التعلم في هذا البلد مرفقة ذلك بالعديد من الأرقام المهمة التي تبين مدى تطور التعليم في الجزائر من خلال تعميم التمدرس ونسب المردودية والجودة والتفوق الدراسي والتحصيل التعليمي عند الناشئة الجزائرية. بينما كانت مداخلة الأستاذ العربي فرحاتي أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة باتنةبالجزائر حول موضوع "الحكامة في إدارة جماعة القسم أثناء الدرس في ضوء جدلية الانعتاق والاعتناق" مبرزا في عرضه أهمية الحكامة داخل الفصل الدراسي ومعاملة التلميذ داخله على أنه مشارك في بناء التعلمات والمعرفة لا مجرد متلق سلبي، فالحرية مهمة داخل الفصل الدراسي في مشاركة الجميع في بناء التعلمات عوض أخذ الجاهز وهذا يدل على أن الانعتاق من وصاية الأستاذ تقود إلى خلق جو من التثاقف والتحصيل الدراسي السليم. وفي نفس الإطار كذلك كانت مداخلة الأستاذ بجامعة الجزائر محمد زردومي بحيث طالب بتبني الحرية كنظام تربوي يحققها كقيم مدافعا عن الانفتاح على الآخر والبحث فيما يدفع إلى الأمام. وبالتالي استنتج أن الحرية هي أساس الحكامة والديمقراطية . لقد كانت الجلسة المسائية بالفعل جلسة نقاش وحوار هاديء ساهم فيه الحضور المثقف بعد مداخلتيْ الأستاذ بقسم علم النفس وعلوم التربية والرطفوليا لكحل لخضر حول موضوع "تجسيد الخطة التربوية على ضوء المعايير الاقتصادية للإصلاح التربوي" والتي حدد فيها العديد من الأسباب التي تقود التعليم إلى التطور والخروج من عنق الزجاجة بالاعتماد على معايير اقتصادية واجتماعية كفيلة بحل معضلات التخلف التربوي والتعليمي والقصور في أداء المهمة التربوية. وذهبت مداخلة الأستاذ بمركز تكوين المعلمين والمعلمات بآسفي عبدالرحمن الهامة في تجاه الإقرار بحكامة في مجال التربية والتكوين متسائلا عن الكيفية لذلك وعن الشروط المساعدة في إقرارها وتبنيها طبقا لرؤية تربوية هادفة تنقذ ما يمكن إنقاذه . في الجلسة الصباحية الأولى من يوم السبت والتي ترأسها الأستاذ والباحث أحمد شراك تدخل الأستاذ بالمركز الجهوي التربوي بالجديدة محمد أمزيان الذي تحدث في مداخلته بإسهاب عن التكوين المستمر وأهميته في قطاع التربية والتعليم فمن خلاله يمكن للفاعل التربوي أن يتعرف كل المستجدات ويطور من معارفه وأفكاره لاستغلالها داخل الفصل الدراسي وفي عمله التربوي والإداري. بينما كانت أهمية الحكامة ودورها الكبير في بناء مجتمع المعرفة في موضوع مداخلة الأستاذ عبدالرحمن طنكول الذي وضح أهمية ودور الحكامة في بناء رجل الغد وبالتالي بناء مجتمع مثقف وواع بدوره بحقوقه وواجباته المختلفة . تنوعت مداخلات الجلسة الصباحية الثانية من نفس اليوم بالتنوع والاختلاف من حيث الموضوع ووجهات النظر، بل كانت مفيدة تطرقت كلها لأهمية الحكامة ودورها في التربية والتعليم، ونذكر منها على الخصوص مداخلة الأستاذ عبدالرحيم الضاقية حول موضوع "تدبير الزمن مؤشر لحكامة تربوية جيدة" ، ومداخلة الأستاذ عبداللطيف الفاربي حول موضوع "نحو حكامة جيدة لتدبير مؤسسة التكوين"، واختتمت الجلسة بمداخلة الباحث ومدير مجلة علوم التربية الأستاذ عبدالكريم غريب حول موضوع "من المقاربات إلى النموذج التربوي التكويني المغربي" . يذكر في الأخير أن كل هذه المداخلات سيتم نشرها في العدد الثاني من مجلة "مدارات" التي تعتبر الوليد الجديد لأكاديمية جهة دكالة عبدة والتي سيكون اهتمامها منصبا بالأساس على ما هو تربوي وتعليمي بالدرجة الأولى .