نظمت الجمعية المغربية لرواد التنمية ندوة علمية تحتعنوان تأملات حول القراءة: الأهمية.التحديات.الآفاق من تأطير د.محمدالخمسي، ذعبدالرحيم الداقون،المهندس محمد الغزيل وذلك عصر يوم السبت 30 شتنبر2017 بمكتبة الشبكة العربية بالدار البيضاء. اعتبر الدكتور محمد الخمسي في مداخلته أن للقراءة عدة إيحاءات من بينها الحبس والاعتقال في المكان والزمان وكذلك لها معنى الجمع والضم والتركيب وبالتالي استعمال القدرات لجمع المعنى حين نمارس فعلالقراءة. وقسم القراءة إلى قسمين: قراءة صامتة وقراءة منطوقة وكلاهما يتطلب حضور العقل و حضور التركيب والفهم وحضور حالة خصوصية عند ممارستهما. كما أشار أنه عندما نمارس القراءة فإننا ننتقل من وجود مكاني خاص بنا إلى وجود زماني خاص بالكتاب الذي بين أيدينا. واعتبر أن القراءة هي الوعاء الذي يحفظ الذاكرة. ورأى الدكتور محمد الخمسيأن القراءة أصابها عطب عندما عٌزلت عن القراءة الكونية وأورد في شأن ذلك قولة لمحمد الغزالي حين قال:" يحتاج المسلم إلى مساحة صغيرة لممارسة عبادة الصلاة ولكنه يحتاج إلى كل العلوم لحماية ذلك “كما اعتبر أن هناك عطب آخر أصاب القراءة حينما خضنا في عملية والترتيب والإقصاء بين علوم الدنيا والآخرة ،علوم المال وعلوم الإيمان... واعتبر الدكتور أن اختراع المطبعة شكل منعطفا تاريخيا في تاريخ الإنسانية حيث انتقلت المعرفة من التداول بين النخبة إلى أيدي العامة وبالتالي تحرير العقل الغربي من الكنيسة والتحرير من الرقابة على ما يُطبع ونتج عن كل ذلك تحقيق لعدالة اجتماعية في ميدان المعرفة. وختم بالتساؤل هل سنعود إلى القراءة النخبوية في العصر الرقمي؟ تناول ذعبدالرحيم الداقون في مداخلته ثلاث محاور: لماذا نقرأ؟ هل نقرأ؟ هل نعيش أزمة قراءة؟ فأجاب عن السؤال الأول بأن القراءة ترياق وانفتاح على الآخر فهي من منظور فلسفي تجربة أنطولوجية يعيشها الإنسان من أجل توسيع أفق الحياة ، وهي من حيث المنظور السياسي وطن لمن لا وطن له. وجوابا عن السؤال الثاني تحدث المحاضر عن نوعية القراءة التي نريد وأخص بالذكر القراءة العالمة والقراءة النقدية عوض القراءة الساذجة. وعن تساؤله الأخير هل هناك أزمة قراءة خلص الباحث أن الإجابة عليه تارة بنعم وتارة بلا. المهندس محمد الغزيل أبرز في مداخلته آفاق النهوض بالقراءة من خلال ثلاثمحاور. محور مفهوم القراءة واستدل بمقولة لمالك بن نبي الذي جعل المفهوم يتداخل في ثلاث عوالم: عالم الأفكار وعالم المشاريع وعالم العلاقات وأبرز أن عالم الأفكار إذا كان مضبوطا سهل التحكم في باقي العوالم. في محور ماهي القراءة التي نريد تطرق المحاضر إلىطرق التعلملاستعاب موضوع قراءتنا لذا يجب أن نمر بمراحل مختلفة وبنسبة معينة لكل مرحلة:-استماع المحاضرة-القراءة والمطالعة القبلية والبعدية-العرض السمعي البصري-توضيح عملي-حلقيات نقاشية مع الأسرة والأصدقاء-الممارسة التطبيقية وختاما تعليم الآخرين. في المحور الأخير عن أهداف القراءة قسم المهندس الأهداف ما بين خاصة وعامة: العامة الخاصة تشكيل وعي ثقافي بناء قيَّم ذاتية بناء التعارف/التواصل البشري تشكيل فكر سليم خلق مجتمعات راقية تحقيق توازن في الحياة زرع روحإيجابية تنمية روح الإبداع وفي ختام الندوة خصص حيز من الزمن لمناقشة الحضور ما جاء في محاور الندوة.