أطر المخرج السينمائي الأمازيغي أحمد بايدو يومي 27 و28 نونبر 2014 ورشة حول مراحل إنتاج الفيلم الوثائقي بالكلية متعددة التخصصات لفائدة طلبة مسلك تدبير الإنتاج السينمائي والسمعي البصري ، وذلك في إطار التنسيق بين المشرف على المسلك المذكور الدكتور حميد اتباتو وإدارة المهرجان الوطني السادس للفيلم الأمازيغي بورزازات (من 25 إلى 29 نونبر 2014) ، حيث أكد قيمة الجنس الوثائقي ونخبوية بعض أنواعه بالإضافة إلى الحاجة الكبيرة إليه في مجالنا السينمائي . انطلق مخرج " بوغافر 33 " من تجربته الخاصة لحصر أهم احتياجات العمل الوثائقي من اختيار الفكرة إلى توفير الوثائق الضرورية بالنسبة لبعض أنواع الفيلم الوثائقي (كالفيلم التاريخي أو أفلام الذاكرة) وكيفية تحديد المستجوبين وتكلفة الفيلم و الجهات الممكن الاعتماد عليها في إنتاج هذه النوعية من الأفلام ... وتجدر الإشارة إلى أن أشغال هذه الورشة التكوينية ، التي صور جوانب منها طاقم البرنامج التلفزيوني " شاشات " بحضور المشرف عليه الناقد والمخرج السينمائي عبد الإله الجوهري ، انطلقت بكلمة للأستاذ الباحث حميد اتباتو رحب فيها بالمبدع بايدو وأكد على ضرورة انفتاح الجامعة من حين لآخر على المهنيين للوقوف على تجاربهم والإستفادة من خبراتهم كممارسين للعمل السينمائي ميدانيا . ومن جهته أشار الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي ، في تقديمه للمخرج بايدو أمام طلبة الكلية ، إلى أهمية مثل هذه الورشات في تقريب طلبة السينما من واقع الممارسة الميدانية إذ لا تكفي الدروس النظرية وحدها في إعدادهم للإنخراط في سوق الشغل فلابد إذن من تعزيزها بالورشات والتداريب المختلفة .
بايدو في سطور : أحمد / حماد بايدو مخرج سينمائي وتلفزيوني أمازيغي شاب من مواليد 1979 بمدينة مير اللفت الصغيرة، البعيدة عن أكادير بحوالي 90 كيلومترا ، جدبه عشقه للتصوير وولعه بالصورة والكاميرا إلى عوالم التلفزيون والسينما. كانت البداية الفنية من المسرح أولا في شقه التقني عبر السينوغرافيا والديكور الذي تلقى فيه بايدو تكوينا لمدة سنتين بأكادير، وشيئا فشيئا بدأت عوالم الصورة المتحركة تجذبه اليها. وقبل أن يمارس بايدو الإخراج في التلفزيون والسينما اشتغل مصورا وموثقا بالصوت والصورة للعديد من الأنشطة، كما أصبح رجل كاميرا في مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة والبرامج التلفزيونية كسلسلة " أمودو " الوثائقية المشهورة و "عالم السينما"، الذي تغيرت أسماؤه فيما بعد : " الشاشة الكبرى " ثم " كاميرا الأولى " وأخيرا " شاشات " ، واحتك بمخرجين متميزين كجيلالي فرحاتي وعادل الفاضلي وغيرهما. ومن هذه الممارسة الميدانية اكتسب خبرة سمعية بصرية محترمة في أمور التصوير والاخراج والمونتاج وكتابة السيناريو وغير ذلك من تقنيات السينما والتلفزيون ، الشيء الذي شجعه على اخراج باكورة أفلامه السينمائية سنة 2008 بعنوان " عرائس من قصب " (12 د) وأردفه سنة 2009 بفيلم " الذاكرة " ( 9 د ) ثم جاءت أفلام " بوغافر 33 " ( 52 د ) سنة 2010 و " أغرابو " ( 90 د ) سنة 2012 و " أراي الظلمة " سنة 2013 وفي الطريق أفلام جديدة، بالإضافة إلى إخراجه سنة 2010 للسلسلة الوثائقية " ألغاز من التاريخ " لفائدة التلفزة المغربية ( قناة " الأولى") ، وإشرافه على إخراج برنامج " شؤون أمازيغية " لفائدة القناة الأمازيغية وغيرها من الأعمال . والمتأمل في أعمال هذا المخرج المغربي العصامي يقف على حضور الذاكرة والتاريخ بقوة في جل أعماله السينمائية والتلفزيونية، كأنه مهووس بالتوثيق بالصوت والصورة لأحداث تاريخية معينة كزلزال أكادير في فيلم " تاموكتيت / الذاكرة " أو معركة بوغافر سنة 1933 بالجنوب الشرقي للمغرب بين القبائل الأمازيغية وقوات المستعمر الفرنسي في فيلم " بوغافر 33 "، على سبيل المثال.