تنظم جمعية النادي السينمائي الدورة الأولى لملتقى السينما والإبداع الفني الأمازيغي بمدينة سيدي قاسم من 28 إلى 30 دجنبر الجاري، وذلك بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبتعاون مع المركز السينمائي المغربي والمجلس البلدي والنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بسيدي قاسم. ويتضمن حفل افتتاح هذه التظاهرة الفنية الجديدة تكريما للمخرج السينمائي الشاب أحمد بايدو الذي بدأ يفرض وجوده بثبات في المشهد السينمائي بفضل أعماله الفنية التي تظهر تمكنا من أدوات التعبير السمعي البصري وانفتاحا متبصرا على جوانب من واقعنا الاجتماعي وتاريخنا المعاصر، فمن هو أحمد بايدو؟ أحمد / حماد بايدو مخرج سينمائي وتلفزيوني أمازيغي شاب من مواليد 1979 بمدينة مير اللفت الصغيرة، البعيدة عن أكادير بحوالي 90 كيلومترا ، جدبه عشقه للتصوير وولعه بالصورة والكاميرا إلى عوالم التلفزيون والسينما. كانت البداية الفنية من المسرح أولا في شقه التقني عبر السينوغرافيا والديكور الذي تلقى فيه بايدو تكوينا لمدة سنتين بأكادير، وشيئا فشيئا بدأت عوالم الصورة المتحركة تجذبه اليها. وقبل أن يمارس بايدو الإخراج في التلفزيون والسينما اشتغل مصورا وموثقا بالصوت والصورة للعديد من الأنشطة، كما أصبح رجل كاميرا في مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة والبرامج التلفزيونية كسلسلة " أمودو " الوثائقية المشهورة و "عالم السينما"، الذي تحول الى " الشاشة الكبرى " قبل أن يستقر منذ مدة تحت اسم "كاميرا الأولى"، واحتك بمخرجين متميزين كجيلالي فرحاتي وعادل الفاضلي وغيرهما. ومن هذه الممارسة الميدانية اكتسب خبرة سمعية بصرية محترمة في أمور التصوير والاخراج والمونتاج وكتابة السيناريو وغير ذلك من تقنيات السينما والتلفزيون ، الشيء الذي شجعه على اخراج باكورة أفلامه السينمائية سنة 2008 بعنوان " عرائس من قصب " ، 12 د ، وأردفه سنة 2009 بفيلم " الذاكرة " ، 9 د ، ثم جاءت أفلام " بوغافر 33 " ، 52 د ، سنة 2010 و " تامغرا أوغرابو/ عرس القارب " ، 90 د ، سنة 2012 وفي الطريق أفلام جديدة، بالإضافة إلى إخراجه سنة 2010 للسلسلة الوثائقية " ألغاز من التاريخ " لفائدة التلفزة المغربية، قناة " الأولى"، وإشرافه على إخراج برنامج " شؤون أمازيغية " لفائدة القناة الأمازيغية وغيرها من الأعمال . والمتأمل في أعمال هذا المخرج المغربي العصامي يقف على حضور الذاكرة والتاريخ بقوة في جل أعماله السينمائية والتلفزيونية، كأنه مهووس بالتوثيق بالصوت والصورة لأحداث تاريخية معينة كزلزال أكادير في فيلم " تاموكتيت / الذاكرة " أو معركة بوغافر سنة 1933 بالجنوب الشرقي للمغرب بين القبائل الأمازيغية وقوات المستعمر الفرنسي في فيلم " بوغافر 33 "، على سبيل المثال.