ضجيج العصافير صباحا يزعج عبد النور، مدمن السهر، ونور الشمس الذي يخترق زجاج النافذة يثير غضبه فيقوم من مكانه ليغلق كل فتحة يأتي منها الضوء والصوت..، ثم يعود إلى فراشه، وبعد دقيقتين من وضع رأسه فوق الوسادة يبدا في إصدار صوت يغلب عليه حرف الخاء مؤكدا سبب حضور حرف الخاء في كلمة "شخير"، شخير في التاسعة صباحا، وانزعاج من ضوء الشمس، هذا هو عبد النور، إنه عبد لنور المصابيح ليلا، مصابيح المقاهي والحانات والعلب الليلية وكل الأشياء الليلية والأنشطة الليلية التي تحتاج إلى مصابيح قد تكون ملونة أو خفيفة أو ذات إنارة قوية، عبد للأشياء التي يدمنها، يعشق الاستهلاك، وفي أقصى لحظات النشوة التي يسببها الخمر، يتعامل مع الأوراق النقدية وكأنها أوراق فقط، فقد عمله بسبب إدمانه على الكحول، طلق زوجته، أشياء كثيرة كان سيندم عليها لو كان شخصا مسؤولا. "عبد النور أحقر أبنائي، كنت أختلف مع أبيه في طريقة تربيته، أشفق عليه كثيرا ولن أسامح والده" تقول والدته. "عبد النور..، عبد الخمر، ضع نقطة نهاية، إنه أتفه من أن أتحدث عنه" تقول أخته. "مزعج جدا" تقول جاره. "رجل قوي لأنه يعيش حياته بالطريقة التي يحبها دون أن يبالي بآراء ومواقف الأخرين" يقول أحد أصدقائه. "محتال ونصاب يفعل أي شيء ليكسب ما يمضي به ليلة في حانة" يقول أيضا أحد أصدقائه. "سخي جدا" تقول عاهرة جميلة. "لازلت أحبه" تقول زوجته السابقة. لا زال شخيره ينافس زقزقة العصافير، لا زال يسبح في حلم غريب، لكنه لا يجيد السباحة، يختنق أثناء شخيره، يوقظه الاختناق فيكتشف أنه قد نام على بطنه وغرس أنفه في الوسادة. كم هو تافه عبد النور. "لماذا نحاول أن نكون جديين في حياة تافهة تملأها المصادفات، لماذا توفرون المال وتتزوجون وتنجبون وفي الأخير تموتون تاركين كل شيء؟" يقول عبد النور