سافروا في سفينة الغضب خلسة تحت عتمة الخوف تركوا الأرض البتول والنخل والزرع والزيتون عانقوا الموت الأبدي هناك خلف السراب ضاعت هويتهم وأصبحوا تائهين بلا عنوان بين مستنقعات الأحزان يزحفون في الظلام يرقدون في الكوخ الإسطبلي يستيقظون من النوم يصرخون من الحر الهمجي يأكلون الجوع يحيون من الموت دون صراع يئسوا من الإنتظار على حافة القهر تبخر الحلم الأسطوري والسنابل سقطت تحت أقدام البعير أمَّاهُ لا تسألي عن حال الغريب كالطير قصت جناحاه حائر بين دروب القيد لم يعد يقدر على التحليق في سماء الحرية لم يعد يشدو ألحان الصباح كيف الإياب و عش اليمام احترق ولم يبق منه إلا الرماد لا فائدة جفت كل الأوردة والبساتين أصبحت قاحلة والطفل المدلل هرم جسده وانصهرت معادنه فهو كالريشة في مهب الريح فلا تحزني يا أمَّاهُ على من باع الأصول