جلست تسلخ من عينيك ارتعاشا فرديوا تائهة في شدق الريح تهدهد أردافها ، تمسح وجه الموت بصمت تبدد أعشاشا في شجر العشيره فرديوا امرأة فارهة تنفث عبقا عبقريا في خلد السماء ترخي جدائلها الأرجوانية خلف جيد عارية تمتطي مهرا أخضر يخطر بين عينيها يرقب أقتابا قادمة من عصب البحر تلملم أحلاما صغيره فرديوا غابات التيه الأبدي الأبيض تبني من ذوائبها محراب جنون أدرد يُطمِع في شرفاتها أوباشا وأبناء الشيح يلفحها البرد، يرقد في خنادقها القرد بعين قريره يرفل بين نهديها جبل يعضّها حين تفتح رجليها لضجيج السحب الغريرة سحب الموت تفتض طفولتها في أوائل يوليوز وقهقهات الأماسي الرشيقة تغسل سحنتها بزلال السحت تفتح في سوأتها بابا كبيره جلست تسكب في رئتيك انتعاشا فرديوا غارقة في رقصة توتة برية أكلت أنساب أندلسية رضعت شمس اليمن فغدت حلما هائما يلهث خلف سحر سماوي يكسر أقفال الزمن يا نواة الحلم افرنقعي وهجا يُطير الغبن من عينيك يرسم صولة رقطاء على محياك يرقص صبحا حائرا بلمى حَلْمات صبرك المدلل وانتظرتِ طويلا أوبة أوليس وتبرجتِ فرديوا ليوم الإياب ولم يعد بطلا لكنه عاد يرتشف الجحر ويفترش الجريره وتظل فرديوا سيدة من يعرب تمتشق الظهيره تحلب أثداء البغل يلسع وجنتها البريئة أسقاط القراميط تنحني في وجه الريح تكتم سر الموت في بلد فقيره فرديوا يا شرنقة الطهر يا بقية الله في الأرض الخراب أتذكرين حين كنا صغيرين معا ؟ نحتسي بالتين الحريره تشيعني على جنبات البحر أطياف مخملية من سذاجتك الحوراء وترقبين أنفاس التفاتاتي ببسمتك الكسيره وأظل أحبو فوق أضراس موج يصرخ في روعي يا ابن الريح عد إلى أمك الثكلى عد إلى فدفد فرديوا لعل نجومها انكدرت وسماءها هطلت بأحزان كثيره أتذكرين حين تحدثني ريح سديمية تغمر جنبيك كالضباب تهدر من ثنايا زيتونة عمّرت ألفَ ألفِ عام عن جنية البحر ضلت طريقها واقتادها صياد إلى كوخ بين فَوْدَيْك وحدثها عن أيامك الأولى عن سكانك الغيلان كيف ماتوا جوعا يحدّقون في سحرك الأزلي والجنية تضحك من محدّثها وتخبّره كيف يصنع سحرك في قاع البحر أحداثا مثيره جلست تطرد عن عينيك اكتئابا تتجافى عن وجهك المخضّب بالريح عساك تسلو عجاج الموت وأنضاء أيام حقيره