مدن حافية الأقدام

أحفر في النور قبرا
أدفن فيه رفات الماء
أواري خلف تراب الغيوم
جثث الصبح الباهت
عند تخوم أسوار المساء
في غفلة السماء
تتجول
مدن حافية الأقدام
في وحل الوقت
عبث
يرقص على جبل النار
خلف جدر الخوف المجوفة
عناقيد ليل فاشي
تحبس أنفاس الحب
في قنينة من عطر الموت
على شفى حفرة
من مدن تنتعل اليأس
لا فرق بين أقداح الأمل والألم
بعيدا عن صداع جحيم الفردوس السفلي
أقتطع من صفيح حقول الصمت
غصنا من شجر التيه
أنأى إلى حين
عن مدن حافية الأقدام
في مراعي السماء الذهبية
تجدني شاردة
أبحث عن لبن شجيرات الكرم
و
بعض من عطر الردة
أبعثر جدائله المرصعة بدمسق اللذات
فوق جناح الليل
أعنّف عرش الخوف من الحب
عند بريق قيام السحر
يتداعى السرمد في كحل الليل
يحمل تمرده الماورائي
في حقيبة اللاشيء
يركض
المرغوب في اتجاه المشتهى
تحت عباءة رجم الحيرة
تتهافت كل سنن الحقيقة
في
دساتير الوجع المتغطرس
يبحث عن قيامة نسيان
يصرخ صورته في مرآة الرب...
أنا...نرجس
جرح سماوي
يقطر
نشيدا دنيويا
من وليمة لذة مقدسة
ترعى في مضاجع السوسن
طهارة متعة إباحية
تلملم
أقراص تفاحا بريا
يعتصم بحبل الحب
يعتصر
نبيذا
بنكهة شهوة خرافية
ينحت
من عراجين غابات الماء
فتحة بركان
ينثر حمم حرية