وقف الحاضرون و شرعوا في التصفيق ترحيبا بالقادم الجديد الذي سيحتل كرسي الرئاسة لمدة خمس سنوات. كان طويلا يجلل رأسه بعض الشيب، تمكن من نيل ثقة الناخبين بفضل نظرات البراءة التي تنبع من مقلتيه و لسانه الفصيح الذي يجعل حياة البؤساء مشرعة على آمال عريضة، شارك أيوب الحريقي في الاستقبال الرسمي بصفته آمرا للصرف للجماعة القروية السبت الموجودة بجهة الشاوية ورديغة و لكن نفسه كانت منقبضة. فقد التقط هنا و هناك نتف أخبار عن عبد اللطيف السمني، الرئيس الجديد للجماعة و خاصة من عند كريم أحد أقرباء الرئيس الذي هو جار لأيوب بمدينة سطات و يعمل أستاذا للتعليم التأهيلي. توطدت العلاقة بينهما بفعل اللقاء المتكرر بمقشدة الدرب ففتحا صدريهما لبعضهما البعض و تبادلا أسرارا كثيرة، علم أيوب أن عبد اللطيف السمني شخصية انتهازية وصولية لا يتورع عن استخدام أساليب دنيئة للوصول إلى أهدافه كأي تلميذ تمرس بتعاليم ماكيافيل و حفظها ظهرا عن قلب. فقد كان يتوسط بصفته محامي مشهور لشراء ذمم بعض رجال العدالة. شعر أيوب بقشعريرة خوف تسري في أوصاله. هذه النفس المتلهفة على المال السهل لن تتوارى عن البحث عنه داخل مكاتب الجماعة و حتما سيجر أيوب إلى لعبة التزوير و الاختلاس مرغما. تذكر أيوب طفولته البئيسة و شبابه الموشوم بالبطالة و الحرمان. أبوه، الحمال المؤقت بشركة للمفروشات انتقل إلى دار البقاء بعد أن انقلب عليه باب فولاذي لإحدى الشاحنات. و لولى مساعدة إحدى الجمعيات الخيرية المهتمة بشؤون اليتامى لما تمكن من إتمام دراسته و الحصول على دبلوم الدراسات العليا في شعبة القانون الخاص كما ساعده حظه السعيد الذي لاقاه بطباخ لأحد رجال السلطة المهمين بالرباط، زامله في الجمعية الخيرية فساعده على تجاوز بوابة الجماعة كإطار عالي. يحب أيوب المال حبا جما و لكنه يرهب التعقيدات و المسائلات و يتفصد جبينه عرقا حين يشعر أنه في موقف اتهام. بعد تعيينه في هذه المنطقة النائية قام أيوب بكراء منزل صغير بمدينة سطات المجاورة. لا مجال للمقارنة مع البيضاء العملاقة و لكن كل المصالح الأساسية متواجدة و السكان طيبون مرحون. الرئيس السابق كان نزيها و لكن قليل الحيلة و سريع الغضب فلم يستطع السيطرة على مجريات الأمور و عات بعض صغار الموظفين فسادا في مصالح الناس. أما عبد اللطيف السمني فبعد فوزه بكرسي الرئاسة شرع في محاولة كسب ود مرؤوسه عن طريق سياسة الترغيب و الترهيب و استخدم المقربين منه في إجلاء ما خفي عليه و القبض على رؤوس خيوط اللعبة، و قد استغرقت هذه العملية عدة شهور مارس فيها أيوب عمله مرتاحا لا يكدر صفوه أحد حتى أنه اغتر بهذا الهدوء الكاذب و ظن أن الأمور لن تتغير من سيء إلى أسوء و لن تتمكن قوى التآمر من إيجاد منفذ لها داخل قلعة الجماعة و لكن دوام الحال من المحال كما يقول مطرب الحي إذ هبت عاصفة هوجاء أتت على الأخضر و اليابس دون أن تترك أثرا. لم يجبره الرئيس على فعل شيء و لكن حبذ إليه قطف التفاحة المحرمة فتم سحب شيكات لمصاريف وهمية أو مبالغ فيها و هكذا تم اختلاس ملايين الدراهم من أموال الدولة يفترض فيها أن تصرف في مشاريع نافعة للشعب عوض الرسو في جيوب حفنة من المتلاعبين. منذ اللحظة التي شارك فيها أيوب في هذه اللعبة القذرة، ضاعت منه راحة البال و تكدر مزاجه و انقبض صدره فلم يعد يجد لذة لا في مأكله و مشربه و لا في عمله و لهوه و للهروب من هذه المشاعر السلبية، انغمس أيوب في الاستهلاك على شتى أنواعه. اشترى سيارة جديدة واكترى شقة واسعة أثثها بفراش فاخر كما رفع من سقف مساعداته لأسرته، حتى ملابسه أصبحت تدل على ثرائه. في إحدى ليالي السبت توجه أيوب إلى حانة بيضاوية توجد بشارع الحسن الثاني حيث يلتقي هناك بشبكة من العاهرات الأنيقات يمضي ليلة حمراء مع إحداهن إما في شقته السطاتية أو في أحد الفنادق المجاورة للحانة. و بينما هو في حديث ممتع مع رفيقته المفضلة و هي شقراء ذات قد ممشوق و سيقان متينة إذ برجل مخمور يرتمي عليه و يعانقه بحرارة. حدق أيوب في وجه الشخص المقتحم فتعرف عليه. إنه يونس أحد رفاق الدراسة القدامى. أدرك أيوب حينذاك أن سنين كثيرة مرت و أنه هو نفسه لم يع بأنه تعدى الأربعين و ولج مرحلة الكهولة، شعر شائب و وجه مترهل و أسنان كثيرة مفقودة. تلك كانت لمسة الزمان الذي لا يرحم. أدرك أيوب من الوهلة الأولى أن رفيقه القديم ما زال عاطلا عن الشغل أو يمارس أعمالا تافهة لا تغني أو تسمن من الجوع. أخبره يونس أنه ليس الوحيد الذي يعاني من البطالة بل هناك المئات و حتى الآلاف من أصحاب الشواهد الذين لم يعثروا على الشغل، يجتمع ببعضهم في جمعية حقوقية و يلتقي بهم في مظاهرات و اعتصامات بشوارع الرباط. قال يونس: أتدري، لقد وصل اليأس ببعضهم إلى حد إحراق أجسادهم و كنت أنا نفسي على وشك فعل ذلك لولا تذكري لأمي المريضة التي لن تجد من يهتم بها. لم يشعر أيوب إلا و هو يحتسي الخمر بجرعات كبيرة متتالية و رغم ذلك ازداد اختناقه و انتابه ألم في قلبه. إنه يدرك ماهية الأمر. تلك وخزات ضميره الذي يستيقظ أحيانا من سباته. ماتت الرغبة في الأنثى فأهمل رفيقته و أحس بتعاطف مع يونس. إنه جزء من ماضيه و صورة له بما تحمل من فقر و حرمان. انزوى معه في ركن قصي بالحانة فاسترجعا ذكريات الماضي و مثبطات الحاضر و لكن أيوب لم يتكلم إلا عن الوجه النزيه الظاهر للعيان. شرب الصديق على نفقة أيوب، و في منتصف الليل بعد إغلاق الحانة أبوابها، توجه أيوب إلى منزل أسرته و نفسه معذبة حائرة. فكر. هذه السرقة التي أقوم بها بانتظام لمالية الجماعة ستجعل حياتي جحيما لا يطاق. أنا حتما أنتمي لفئة ضالة قليلة العدد و خارجة عن المجتمع. أغلب الناس شرفاء يقنعون بما تيسر لهم إلا أنا، أريد المزيد و كأنني ابن عائلة ثرية بينما حياتي كلها كانت غارقة في أوحال الفقر لا تجد محيدا عنه. إذا حدث أن ناداني أحد باللص فيجب علي ألا أغضب فأنا فعلا لص محترف الذي عوض أن يختبئ وسط الناس المهذبين الآمنين عليه التواجد مع المجرمين الشرسين داخل أسوار السجن. يجب أن لا أنسى الله فهو خالق هذا الوجود و هو الغفور الرحيم، فتح باب الثوبة لجميع المذنبين. سأستشير كريم في الأمر. أسبوعا بعد ذلك، التقى أيوب بكريم في المقهى المعتاد بعد أن اتفق معه على ذلك بواسطة الهاتف النقال. لم يجابهه بالموضوع مباشرة و اقترح عليه مناقشة موضوع الحسنات و السيئات، تريث في الإفصاح عن أسراره حتى لا يجابه بمفاجئات غير سارة. أتدري يا أستاذ كريم. إني أشعر أحيانا بالذنب حين لا أعطي لعملي الاهتمام الكافي، فرد عليه الأستاذ: كلنا مذنبون و أصارحك الأمر لا يوجد على البسيطة من لا يداخل عمله رياء أو غش أو ما شابه ذلك. حتى أشرف الناس و هم المدرسون، فيهم فئة ضالة لم تخالف القاعدة. نقط مرتفعة لمن بمدهم بنقود الساعات الإضافية و هم مضطرون لذلك و إلا تعرضوا لمشاكل كثيرة. أما الطلبة فكثير منهم يغش في الامتحانات و يسرق نجاحات الآخرين. ول وجهك شطر المقاولين، جلهم لا يطبق القانون أو يحترم المعايير الموضوعة فكثير من العمال و العاملات ينالون أجورا ناقصة لا تصل حتى إلى الحد الأدنى و يتعرضوا لحوادث فيتم طردهم بتعويضات هزيلة، و الجودة ضعيفة أو منعدمة في السلع المصنعة و كأننا شعب من البلداء. الكل يغش و يسرق. شعر أيوب بدوار و برغبة في الغثيان. ليست هذه هي الأجوبة التي كان ينتظر. يريد سماع ما يطمئنه و يهديه إلى الطريق القويم. فنوجه إلى شقته و أسئلة محيرة تتسلط على دماغه. أيكون الشيطان قد لعب لعبته و نحن غافلون عنه، فكر أيوب، لقد سمعت مرة فقيها يتحدث عن زمان تنقلب فيه كل القيم و يسير الناس على تعاليم إبليس ظانين أنها المثل العليا، نعم، إبليس و زبانيته هم الذين يتحكمون فينا، شعر أيوب بحرارة جسده ترتفع و بارتجاف في أوصاله فقرر زيارة الطبيب في أقرب الآجال. بعد أن اطلع على ساعة معصمه فكر: فات الأوان هذا اليوم فالساعة تعدت السابعة مساء. سأكتفي ببعض الحبوب المهدئة. أصابه الأرق فبقي يتقلب في فراشه طول الليل و فكره مشتت و هواجس شتى تلح عليه. في الغد بالعيادة، قال له طبيبه المعتاد: كل شيء على ما يرام و إن كان هناك ارتفاع طفيف في الضغط الدموي، أنت تعاني فقط من توتر عصبي، يلزمك بعض الراحة و أخد مسكنات. بعد مغادرته للعيادة توجه أيوب للصيدلية و هناك تفاجأ بلقائه بعادل و هو صديق حميم اختفى عنه منذ عدة سنوات. اعتبر أيوب هذا اللقاء تخطيطا إلاهيا لمساعدته على التخلص من أزمته. لقد كان عادل أعز صديق له في طفولته و مراهقته. سكنا نفس الدرب و لعبا نفس اللعب و في نفس الأمكنة خصوصا أثناء العطل حين يترك أيوب الجمعية الخيرية و يعود إلى مسكن أسرته. كان عادل ذا بنية قوية، دافع كثيرا عن أيوب حين كان يتعرض لهجوم بعض المشاغبين. كما كان يشتري له بعض الحلوى و المشروبات لأن جيبه كان دائما مملوءا بالمال بسبب كرم أبيه المهاجر إلى إيطاليا. تعانق الصديقان بحرارة و توجها مباشرة بعد ذلك إلى إحدى الحانات. هناك تذكرا معا بمرح شغبهما الطفولي كما استخبرا بعضهما البعض عن أوضاعهما الحالية. علم أيوب أن عادل حاصل على دبلوم مهندس تجاري من جامعة فرنسية. عمل بالقطاع العمومي ثم تركه بعد أن اشترك مع رجال أعمال في تأسيس مقاولة تهتم بالإشهار. يستقر بالدارالبيضاء و لكنه يتواجد حاليا بمدينة سطات من أجل الحصول على عقد تجاري مع مقاولة هنا مما سيضطره للبقاء يومين آخرين بسطات، هنأه أيوب على نجاحه المهني و لكن عادل بصراحته المعهودة عقب عليه: أنت صديق حميم، لقد اعتدنا على الصراحة فيما بيننا. لا أخبئك الأمر. لو لم أقم بتزوير نقط المراقبة المستمرة بالثانوي هنا بالمغرب لما تم قبولي هناك بفرنسا. شعر أيوب ببطنه تؤلمه وفكر. هكذا إذن يا عادل. حتى أنت الذي كنت أظنك منزها من الأخطاء تفعلها. كلنا سواسية، كلنا لصوص. سكت عادل لحظة منتظرا صدور ملاحظات من صديقه فلما لم يسمع شيئا أكمل حديثه، لا تظن أني المخالف الوحيد للقواعد المعمول بها. فحتى أبناء الأسر الثرية يفعلون ذلك. أعرف شابا من أسرة عريقة معروفة لا يستطيع التركيز في دراسته فبادرت أسرته إلى خطبة فتاة مجتهدة له. هذه الفتاة تنتمي إلى أسرة عريقة و لكن أقل ثراء و اشترطت على العروس أن تساعد خطيبها في الامتحانات حتى يصل إلى بر الأمان. فانتسب الخطيبان لنفس الشعبة و أكملا دراستهما هنا في المغرب ثم بعد ذلك بأوربا و كانت تمرر له أجوبة الامتحانات التي يعجز عن حلها فحصلا معا على دبلوم عالي في الكيمياء. حاليا يمتلكان و يسيران معا مقاولة كبيرة متخصصة في التغذية. مثل هذا النموذج شائع. فكر أيوب حتى المتعثرين دراسيا أصبحت لهم حظوظ للحصول على شواهد جامعية، نعم إنها اشتراكية المعرفة حيث تتساوى حظوظ الجميع. حار أيوب. هل يضحك أم يبكي لما يسمع. و لكنه في قرارة نفسه شعر أنه فقد السيطرة على مشاعره. هذا الواقع المؤلم يثير الغضب الكامن و يغرق الإنسان في زوبعة من اليأس. لم تعد هناك نقطة ارتكاز يثبت عليها، بقيت أسرته هي ملاذه الوحيد في المسرات و الملمات. مر الأسبوع مثقلا ضيقا لا أثر فيه للأمل و الفرح. و في نهايته عاد إلى الدارالبيضاء. ما زالت الأم و الجدة هما منارة الشروق في هذه الظلمة الحالكة، بجانبها يشعر بالاطمئنان و الثبات. لم يجد الجدة، لقد سافرت إلى البادية لزيارة أقارب لها هناك. عثر على أخته الكبرى مرفوقة بنبيل زوجها الملتحي، حاجز غير مرئي يحول بين تعاطفهما. لطالما عاقبته في صغره لأتفه الأسباب. كانت نزقة تحب رفقة شبان ضائعين، وشي بها إلى الوالدة فكرهته و جعلت حياته مرة تعيسة، انتحلت كل الأسباب و الوسائل لضربه أو التبليغ عنه لدى الأم، كما كانت تلقاه بوجه عبوس حين عودته من الجمعية الخيرية، لكن زوجها نبيل شيء مختلف. نظرات البراءة التي تنبع من عينيه و لحيته السوداء القاتمة توحي بأنه شخص بعيد عن كل الشبهات. يعلم أيوب أنه تقني متخصص في التنظيف، عمل لمدة في شركة تعمل في مجال التنظيف و الحراسة و بعد أن حصل على تجربة مهمة في العمل، أنشأ مقاولة ناجحة في نفس الميدان. لا يؤخر صلاة و يصوم أياما كثيرة خارج رمضان. حتما سيكون الرجل المناسب للاستنصاح و الاهتداء به. فرحب به أيوب. كانت قاعة الضيوف فسيحة فجلسوا في ركن منها يرتشفون كؤوس الشاي التي أعدتها الأم و يسترقون النظر أحيانا إلى جهاز التلفزة حيث تعرض برامج إخبارية. سمعوا مقدم الأخبار يتكلم عن ابتداء حملة جديدة لمحاربة الرشوة فصاح الصهر الملتحي: هذه إحدى خدع الطبقة الثرية لإلهاء الفقراء. لم يتغير شيء في المغرب و الأمور ما زالت على حالها فقاطعه أيوب بحدة: ما هذا الكلام يا نبيل! حتما هناك حركة للإصلاح. رد عليه أيوب بصوت مرتفع: هذا كلام هراء، الرشوة متفشية في جميع الأوساط و لا مجال لاستئصالها. أنا مثلا لا يمكنني الحصول على عقود و أسواق جديدة إلا بعد إرشاء المسؤولين عن ذلك. لا بد من دفع حصة من الأرباح و إلا فقدت كل شيء. شعر أيوب بدمائه تفور بحرارة في عروقه. دقات قلبه ترتفع و رأسه تؤلمه إلى حد الانفجار. لقد فقد آخر مرتكز يعول عليه. ضاق صدره و شعر بحرارة الجو ترتفع. لم يدر إلا و هو يزيل سترته ثم يشرع في فتح أزرار قميصه. الحمى تعاوده و وساوسه تجد التربة الملائمة للسيطرة، يفكر، هكذا إذن، لقد أتم الشيطان سيطرته علينا. قضى على آخر معقل للبراءة و النزاهة. و لكني لن أستسلم لجبروته. سأقاوم بكل ما أوتيت من قوة للدفاع عن شرفي و شرف هذه البلاد. سأوقظ الناس. سأصيح بملء في كل الشوارع و الدروب. سأجعلها صيحة مسترسلة لن تتوقف حتى ترتعد لها فرائص الشيطان و زبانيته. وقف أيوب في وسط القاعة الفسيحة و عيونه جاحظة صائحا في صهره و لعاب لزج يسيل من شفتيه؛ حتى أنت يا نبيل، تضع أسلحتك و تستسلم لهم، لماذا دخلت في زمرة اللصوص؟ لماذا؟ فقاطعته أمه بنبرة غاضبة : توقف عن شتم صهرك يا أيوب! ماذا دهاك حتى تقول هذا الكلام الذي لا يليق بنا؟. نظر إليها أيوب و الدموع تنهمر من مقلتيه و صاح: حتى أنت يا أمي تشاركين في لعبة الشيطان، ألم تكوني تسرقي لأبي النقود من سترته و دون علمه. كلنا لصوص. و قهقه قهقهة قوية صكت الآذان ثم نزع قميصه و صاح فيهم : لن أستسلم ! ثم فتح باب المنزل و خرج إلى الشارع يجري حافي القدمين و يصيح: كلنا لصوص! كلنا لصوص! تبعه أفراد أسرته يريدون منعه من ذلك و لكنه سبقهم. تجمع الأطفال حوله يرددون كلامه: كلنا لصوص! كلنا لصوص! اشرأبت الأعناق مستطلعة، من النوافذ و المتاجر و ظهرت في مدخل الدرب سيارة أمن، كان المنظر مثيرا للاستغراب و الدهشة. إطار عالي في جماعة يفقد السيطرة على نفسه. لحق بأيوب أفراد أسرته. حاولوا ثنيه عن الصياح و لكنه رفض. قي هذه اللحظة تدخل رجال الأمن، فتجمهر المارون و الجيران في انتظار إلى ما سيؤول إليه الأمر.