يا أيها البحرُ العتيق, خففْ من روعك ! أقمِ الصلاة لأجلي- مرتين ومرّة لأجلك ؟ ومع كلِّ ركعة صلِّ- ركعتين الأولى لربِّ الشمس وهي تصطلي بهجيرها - بهية والثانية لسمائك الغزيرة والنقية هو إصرارُك الأزرق يمتطي الخدر اللذيذ بقلبي ويبعث السلوى للرؤوس المتعبة - الشقية هي زرقتي تنتشرُ في أوصالك, تحدّقُ إليك وأنت تعزفُ على امتداد المدى – تتفاقمُ -سمفونية لا أوصيك بشيء.......هي رعشة مفاجئة, جاءت باردة كالليل, صفعتْ وجهي, أعادتني إلى الجثة الملقاة أمامك. وأنا أطفو كسحابة سوداء فوق الماء - أستنشقُ عنادك وأنت كالثرثار فوق المسرح المتكلّم عاريا وملطخا بهجيج أحلامك............. لا يفرُّ منك شيء...........ولا تسمعُ حتى كلامك أصفقُ لك بحرارة المتفرجين وتمسحُني مسحة غريبة - سرية التكوين مسلوبة من كلّ شيء...........حتى الحنين لو بقيت هنا ستمدُّ أصابعك المثلوجة لتأخذ مسوداتي؟ تحدثني بوجهين, بلغتين, كمرآتي؟ توصلني لشيء؟ تهزّني للمرة الواحدة بعد الألف؟ تتفجّرُ في أحشائي كالجرف كل الغيلان حولك لا تخيفك..! وأنا أبتسمُ بغلياني....لتتسرّبَ في طرقاتي الزاهية هي تستيقظ في داخلك , وأنا أبحثُ عنك تحت وسادتي الخالية ويلك لو خرج الجميعُ من الدنيا ويلك؟ ستبعثُ ثانية؟ سيمنحك اللهُ قدرة العناق والتقبيل - لجزر نائية؟ هل تستشهدُ لو قتلوك؟ هل تبكي لو سبّوك – لو نعتوك – لو لم يفهموك؟ ألمْ أمتْ بعد؟ هو دمك الأزرقُ أضحى بلون العيون المجنونة يلتصق بالبرد يسبح في بطن الظلمة ( مدينة ملعونة ) وسماء بعد أمواجك يا حبيبي جمرات رطبة أنبأتني أنّ موتي سيكون غربة فافتح عينيك لتملأ رئتي إجلالا - ورهبة فأنا ملقاة خلف حدود الرؤية الجليلة يعشش بداخلي زلزالٌ من الحمم الثقيلة وطوابير أحزاني طويلة ..طويلة أكابرُ- وأدّعي أنني أزدادُ وضوحا , عنفا؟ أتمرغُ في ذاتي, أنحل, وتقذفني بعيدا...( ضعيفة ) وسرعان ما يتلاشى ما أوكلته إليك فأبكي عليّ وعليك لماذا رضيتَ بملوحة وجدانك؟ تتتابع خطواتك ولا تقرع جدران المياه العذبة -الخائفة وأنا (عملاق): يرتجف بداخلي كلما بدتْ لي الطريق مضبّبة يشرخني كالغصن اليابس في لحظة- خاطفة وأدّعي أنني ممتلئة وصلبة أقتحمُ وحدتك لأشاركك وحشة كالذئبة – وحيدة- واجفة وكان البحرُ بشريا.........(ولكنّ................ ها ) الخطيئة؟ ربما شرب من بحيرة الكاكاو؟ وكأنني أؤكدُ السؤال؟ يا آلهي..! هل شتمتك؟ أحبك..أحبك...أحبك. لا أريد لغاتٍ لا كلمات ...لا مفردات.. سأسبّحُ باسمك.. يا أيها البحر العتيق, خفف من روعي أقم الصلاة لأجلك مرتين ومرة لأجلي ؟