من سنن الصلاة بعد التعرف على الأركان والشروط التي يجب على المسلمين معرفتها لأداء الصلاة تم ذكر بعض هيآتها من واجبات وسنن، وفي هذه الحلقة نشير إلى بعض السنن المكملة، ويبقى التأكيد ملازما أن تعلم الصلاة يكتسب بالتعلم والتعود، والعلم بالفروق بين الأركان والشروط والواجبات هو الذي يساعد في استدراك ما ينتج من السهو عن بعض أفعالها، فالركن تبطل به الصلاة وفعل السنة يجبر بإتيان سجود السهو، كما يساعد أيضا في تلافي بعض الشقاق بين المسلمين الناتج عن الجهل بالركن والسنة، ونتمم ذكر السنن التي أضافها العلماء لتحسين أداء الصلاة على أن تتبعها مستقبلا مبطلات الصلاة ومنها: الاستفتاح: وهو أن يقول بعد التكبير وقبل القراءة: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمُكَ وتعالى جدك ولا إله غيرك أو غيره من الأدعية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم . ويقول ذلك سرّاً. التعوذ والبسملة قبل القراءة: لقوله تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ من الله من الشيطان الرجيم} (النحل 98). والظاهر من الآية أن التعوذ واجب قبل قراءة القرآن في الصلاة وفي غير الصلاة. وأما قراءة البسملة فلحديث نُعَيْمٍ المُجْمِر أنه صلى خلف أبي هريرة رضي اللّه عنه فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن... الحديث وفي آخره قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول اللّه صلى الله عليه وسلم رواه النسائي. وذكره البخاري تعليقا. قراءة سورة أو بعض سورة بعد الفاتحة: لثبوت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ثبوتا متواترا. فمن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: جَوَّز رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم الفجر، فقيل يا رسول اللهِ لمَ جَوَّزْتَ؟ قال سمعت بُكاء صبيّ فظننت أن أمه معنا تصلي، فأردت أن أُفْرِغَ له أمه رواه أحمد- وجَوَّز: أي خَفَّف. الجهر بالقراءة في مواضعه: في الصبح والأولين من المغرب والعشاء والجُمُعة والعيدين والاستسقاء والكسوف والإخفات في غيرها، وأما النافلة فلا جهر في النهارية وأما في الليلية فيتوسط بين الجهر والإِسرار، لقوله تعالى:{ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغِ بين ذلك سبيلا} . الزيادة في التسبيح في الركوع وفي السجود: لحديث سعيد بن جبير عن أنس قال: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة به من هذا الفتى- يعني عمر بن عبد العزيز- قال فَحَزَرْنا في ركوعه عشر تَسْبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات رواه أحمد وأبو داود والنسائي. وضْع اليد اليُمْنَى على اليد اليُسرْى على الصدر: لحديث وائل بن حُجْر رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره أخرجه ابن خزيمة. وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي نحوه. نَظَرُ المصلي إلى موضع سجوده إلا في صلاة الخوف:لأنه أَدْعَى إلى الخُشُوع لقوله تعالى: { قدْ أَفْلحَ المؤممْون الذين هُم في صلاتهم خاشعون } . إطالةُ الركعة الأولى وتقصير الثانية: لحديث أبي قَتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب و سورتين وفي الركعتين الأخيرتين بفاتحة الكتاب وُيسْمِعُنا الآية أحيانا. وُيطيل في الركعة الأولى مالا يطيل في الثانية وهكذا في العصر متفق عليه. قَبْض رُكْبَتَيْهِ بِيَدَيْهِ مُفَرَّجتي الأصابع في الركوع ومدُّ ظهْرهِ: لحديث أبي مسعود رضي اللّه عنه أنه ركع فجَافَى يديه ووضع يديه على ركبتيه وفرَّج بين أصابعه من وراء رُكْبتيه وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي رواه أحمد وأبوداود والنسائي. الافْتِراش في التشهد الأول والتَّوَرُّكُ في التشهد الأخير: لحديث أبي حميد: ... ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ونصب الأخرى فإذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخرج رجله اليسرى وجلس مُتَوَرِّكا على شِقِّهِ الأيْسرِ وَقَعَدَ على مَقْعَدَتِهِ رواه البخاري. وضع اليدين على الفخذين في التشهد: يبسط اليسرى مضمومة الأصابع جهة القبلة، قابضا اليمنى إلا السَّبَّابةَ فإنه يُحرِّكها يدعو بها في تشهده. لحديث ابن عمر رضي اللّه عنهما: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع أصبعه التي تلي الإبهام فدعا بها