بعد تعيينه المثير والغريب أمس الأربعاء، كوزير للشغل والادماج المهني، ضمن النسخة الثانية من حكومة العثماني، عادت أذهان المغاربة إلى اسم محمد أمكراز، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، و الذي ارتبط بما عرف إعلامياً قبل عامين ب'شباب الفيسبوك' المشيدين بمقتل السفير الروسي بأنقرة. أمكراز، الذي يعد مقربا جدا من عبد الاله بنكيران وخلق تعيينه مفاجئة باعتبار خلو سجله من أية تجربة علمية وتسييرية تؤهله لحمل حقيبة ثقيلة تهم قطاع التشغيل، كان عضوا بهيئة دفاع معتقلي شبيبة العدالة والتنمية الذين توبعوا بتهمة الإشادة باغتيال السفير الروسي، أندريه كارلوف، في أنقرة بتركيا يوم الاثنين 19 ديسمبر 2016، في هجوم نفذه رجل مسلح بالرصاص. وظل أمكراز، الذي يوصف ب'ذراع بنكيران' في شبيبة البيجيدي، يظهر في مختلف الندوات الصحفية لتقديم أخر مستجدات القضية، و شارك في مختلف الوقفات الاحتجاجية التي نظمت تضامنا معهم، فضلا عن مرافعاته أمام قاضي الارهاب بسلا التي اعتبر فيها المحاكمة بالسياسية. بعد ثلاثة أيام من مقتل السفير الروسي في أنقرة، اعتقل الأمن 07 أعضاء من شبيبة حزب العدالة والتنمية، بسبب تدوينات على « فيسبوك »، تفعيلا لدورية مشتركة لوزارتي العدل والداخلية أعلنت فيها عن فتح تحقيق من أجل الكشف عن الأشخاص الذين أشادوا بقتل السفير الروسي، حيث نبهت الوثيقة إلى أن الإشادة بالأفعال الإرهابية تعد جريمة يعاقب عليها القانون طبقاً للفصل 2-218 من القانون الجنائي. وأمضى المدانون مدة اعتقال وصلت حوالي 8 أشهر، قبل أن تقضي المحكمة بسلا في حقهم بالسجن النافذ بسنة حبساً نافذاً وغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم من أجل الإشادة بالإرهاب، مع البراءة من تهمة التحريض، إلى أن أصدر الملك محمد السادس عفوا في حقهم ليلة عيد الشباب 30 يوليوز من العام 2017. وعرف الشباب ذاتهم وقتها بتسيير صفحات فيسبوكية تهكمية مثيرة، أبرزها « فرسان العدالة والتنمية »، والتي ظهرت في عز أزمة تشكيل الحكومة زمن عبد الاله بنكيران وتشن حملات مغرضة ضد عدد من السياسيين، أبرزهم عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق.