فضل مرونته المتدفقة والبطء النشيط، كان لعرض الأمريكي فيوتشور وقع جميل على جمهور مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم" (21- 29 يونيو الجاري)، وذلك في يومه الرابع. وذكر بلاغ لجمعية مغرب الثقافات أنه كان للجمهور موعد مع أمسية احتفالية عظيمة، مع فنان غير عادي أبحر بالجمهور في أعماق موسيقى دونجا فميلي وتراب ميوزيك الحديثة. وحسب البلاغ، ونظرا لكونه الفنان الأكثر إثارة للراب العبر محيط أطلسي، فقد جلب فيوتشور إلى "أو. إل. إم السويسي" جمهور الليالي الكبيرة، فاستحق بذلك تحية الميغاستار. أما أوريل سان، فهو تجسيد للكلمة الهادفة والراب ورمز للموسيقى الفرنسية. فعلى المنصة الدولية، كان أداءه المتميز أمام الحشد المنبهر معبرا عن شهرته العالمية. اسم آخر في سماء الهيب هوب، الفرنسي عبد الملك الذي أبهر جمهور المسرح الوطني محمد الخامس من خلال تقديم موسيقى راب بجمالية جديدة تتفوق على جميع الأنواع. وهكذا، قدم الرجل ذو المواهب المتعددة (الشاعر والسلامير والكاتب والمخرج) أقوى النصوص، مصحوبة بموسيقى لا تقاوم استحق بعرضه هذا كل التقدير. أما المغنية الأمازيغية سعيدة تيتريت، فقد تألقت بمزيج من الكلمات الجميلة والألحان الآسرة والصوت الشجي في مقاطع تجمع بين التقليدي والمعاصر. وقبل هذا العرض، كان المغني محمد عساف قد تألق على المنصة، وهو سفير الأغنية الفلسطينية، الحائز على جائزة الموسم الثاني من أراب أيدول في 2013، والذي يبدع في أداء الجبلي والحديث. وعلى منصة أبي راقراق، كان لدى الجمهور موعد مع فرقة استثنائية "أمازونز أفريقيا"، حيث جمعت الفرقة المؤلفة من ثمانية مغنيات تناضلن من أجل العنف ضد المرأة، أكبر الأصوات في القارة: كانديا كويات، ماماني كيتا، روكسيا كونيه، أنجليك كيدجو، نيكا، مريم كونيه، مونيسا تاندينا وباميلا بدججو، ليقدمن عرضا تاريخيا غرس رسالة السلام والتسامح. وتجسد حب الموسيقى في شالة، حيث سافر الجمهور عبر أوروبا الشرقية مع فرقة مارسيلا ولوس مورشاليس. على رأسها، مارسيلا سيزاروفا، مغنية وراقصة من سلوفاكيا، تتقن الموسيقى الغجرية السلوفاكية، حيث كانت هذه الأمسية مرجعا قيما خصص هذا العام لشعب الروم بخشبة الموسيقى التقليدية. وطوال اليوم، على ساحة مولاي الحسن وعلى كورنيش أبي رقراق، تمكن رواد المهرجان من اكتشاف أكديم باتوكادا وفرقة السيرك أكرو موروكو. ألعاب بهلوانية مجنونة وإيقاعات رقص أسعدت الجميع. ويعتبر مهرجان موازين إيقاعات العالم، الذي رأى النور سنة 2001، موعدا لا محيد عنه لهواة وعشاق الموسيقى بالمغرب. فمن خلال أزيد من مليوني شخص من الحضور في كل دورة من دوراته الأخيرة، يعد ثاني أكبر التظاهرات الثقافية في العالم. ويقترح موازين طيلة تسعة أيام برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين. كما يرسخ مهرجان موازين استمرار التزامه في مجال النهوض بالموسيقى المغربية، حيث يكرس نصف برمجته لمواهب الساحة الفنية الوطنية.