صار اسم وزيرة التضامن والمرأة والأسرة « بسيمة الحقاوي » فجأة يتداول على لسان عدد كبير من المغاربة، بعد أن تعرضت لموجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد إطلاقها لتصريح اعتبر مستفزا بقولها « أن من يربح عشرون درهما في اليوم الواحد لا يعاني من الفقر « . التصريح الذي انتشر على شبكة التواصل الاجتماعي، أثار سيلا من التعاليق الساخرة، حيث ذهب البعض إلى اعتبار أن الحقاوي أبانت عن جهل تام بالمعطيات الإحصائية، وأنها بقولها هذا أظهرت محدودية رؤيتها، وضعف قدرتها على التحليل الرزين، خاصة بعد ادعائها أن تحليلها جاء بناء على ما تنشره المؤسسات الإحصائية الرسمية، حيث اعتمدت في تصريحها المذكور على دراسة سابقة للمندوبية السامية للتخطيط، والتي خلصت إلى تراجع معدل الفقر بالمغرب من 10 ملايين شخص إلى 4 ملايين يعيشون ب 20 درهما في اليوم. فبحسب وزيرة التضامن والمرأة والأسرة وبعملية حسابية بسيطة، فإن من يحصل مبلغ 600 درهما شهريا ليس بفقير وأن هذا المبلغ يكفي لإعالته وتغطية مصاريف أسرته اليومية . فخلال ندوة حاضرت فيها الوزيرة، جددت بسيمة الحقاوي على أنها متشبثة بتصريحاتها التي أطلقتها تحت قبة البرلمان والتي قالت فيها أنه « ماكاينش » الفقر فالمغرب. الوزيرة قالت أنها عندما صرحت في ذلك فإنها اعتمدت على أرقام وإحصائيات المندوبية السامية للتخطيط والتي تحدد عتبة الفقر في حدود 19 درهم يوميا، وبالتالي فإن التقارير الصادرة تؤكد تراجع عدد المواطنين الذين يقل دخلهم عن هذا المعدل. الخروج المثير لوزيرة التضامن والمرأة والأسرة ليس الأول من نوعه، فقد سبق لبسيمة الحقاوي أن اتهمت باحثا في الحركات الإسلامية بأنه غير متدين بعبارة « ليس متدينا » وذلك خلال برنامج تلفزي كان يناقش « صورة المرأة ». وعقب هذا الاتهام بادر نشطاء فايسبوكيون إلى إطلاق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي للدفاع عن الباحث، واتهموا الوزيرة المكلفة بقطاع المرأة أنها « أصبحت متخصصة أيضا في توزيع شهادات التدين على المواطنين المغاربة ». وبعد ذلك وصفت السيدة الوزيرة فاجعة الصويرة – والتي أوودت بحياة 15 امرأة – ب « لهطة العيالات » وعدم التزام النساء اللواتي كن ينتظرن دورهن لتسلم إعانات غذائية من بعض الجمعيات الخيرية، هاهي اليوم تنفي وجود الفقر في المغرب، بل وتضيف أن المواطنين الحاصلين على راتب عشرون درهما يوميا لا يعتبرون فقراء.. و إنطلاقا من تصريحات الوزيرة الحقاوي يجب طرح مجموعة من التساؤلات لعل أهمها إن كانت السيدة الوزيرة تتحدث بمنطق العارف بالوضع العام لخريطة الفقر بالمغرب أم أنها اقتطعت إحصائيات ووظفتها في غير مكانها أوأنها زلة لسان تضاف إلى الزلات السابقة.