انعقد المؤتمر الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار،بجهة الرباطسلاالقنيطرة،يوم 9دجنبر 2017 تحت شعار « إرساء جهوية حقيقية، مسار نحو نموذج تنموي جديد »،بمسرح محمد الخامس بالرباط،في اطار مواصلة المسار التجمعي الجديد، الذي يأتي في زمن حديث يتسم بالتوجه الحثيث لبلادنا نحو توطيد قواعد المد الديمقراطي،وارساء ركائز التدبير الجهوي بها. هنا التجمع،الكل يُساهم من داخل الحزب، في تعزيز وشائج الاخوة والتضامن والتعاون بين المناضلين،هنا يجلس ابن الشعب مع رئيس المجلس الجماعي،هنا يجلس الوزير المعني ليجد فرصة مباشرة للتواصل مع أبناء الشعب المغربي،هنا « التجمع مباشر » يُعطيك الحق في التصويت مباشرة على القرارات التي تهمك،وعن الاستطلاعات التي تأخذ بها الأمانة العامة للحزب كمرجعية أساسية للإنطلاق في خدمة مصلحة البلاد التي تُحدد مصلحة المواطن، وتضمنها وفقا للوثيقة الدستورية الجديدة،التي انتقلت من ديمقراطية تمثيل الى ديمقراطية تشاركية. اللقاء عرف مرة أخرى، حضور وازن للوزراء، ولأعضاء المكتب السياسي والقيادة التجمعية بشكل عام،على اعتبار أن الحزب يعيش اليوم محطة سياسية بارزة،ومنعطف مفصلي جديد،خصوصا أمام فترة سقوط الخطابات الشعبوية والانتقال إلى خطاب سياسي قوي يضع الأصْبع على جُرح المواطن،ويحاول تفادي كافة المعوقات الاجتماعية،كون التدبير المغربي اليوم ينتقل في اتجاه تكريس جهوية فاعلة وناجعة التي دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الى تطبيق آلياتها،وتحديد هياكلها،وذلك سعيا نحو ترسيخ ديمقراطية محلية كآلية بديلة. إستهل اللقاء السيد الأمين العام للحزب السيد عزيز أخنوش مؤكداً على ضرورة الاشتغال على عرض سياسي جديد يتمثل في التعليم والصحة والشغل،لا يكاد يُتمم كلماته بابتسامة عريضة حتى تهتف الشعارات،وكلمات رفيعة تُعبر عن فرحة الأسرة التجمعية بهذا الرئيس على صعيد المُنسقيات الجهوية والوطنية،فعلا كان مؤتمر يحتوى على أهمية التأطير الجماهيري،ويُؤسس لمسار قادم وناجح، يحمل انتصارات قوية،مقابل بعض الأحزاب التي تغلق مقراتها وتُغادر مكاتبها وتقطع تواصلها مع المواطنين الى حين وصول الانتخابات الجديدة. يضيف السيد الأمين العام،بأن اصلاح التعليم ليس رغبتنا في الوزارة…وإنما من أولويات التنمية التي نريدها،ويجب الحديث عنه،كوننا جئنا لنبني حزبنا،وأفكارنا،والشغل هو مفتاح الكرامة،خصوصا وأن الحكومة السابقة لم تتوفق في تخفيض من نسبة البطالة بعد أن كانت 9% ثم ارتفعت لتصل الى 10%،بالاضافة الى ضرورة تشجيع الاستثمار ووضع استراتيجيات التفعيل ووضع تسهيلات للمستثمر وتشجيع القطاع الخاص والمقاولات الذاتية وحرية المبادرة. وجود السيد راشد الطالبي العلمي،كان جد متميز،اكتسى أهمية قوية،فبمجرد البدء في مداخلته القوية،إلا ويصيح المناضلين بكل فرحة واعتزاز به داخل قطاع حيوي وجد مهم ألا وهو قطاع الشبيبة والرياضة…مرة أخرى يُرحب السيد راشد الطالبي العلمي بمناضلي ومناضلات الحزب،ويصيح العديد من الشباب « ملاعب القرب السيد الوزير،ليضحك مع شاب بقوله « تلفتيني اصاحبي »،ويُصفّق الكل،بعدها يوضح بأن ملاعب القرب ملاعب مجانية ولا يمكن لأحد أن يؤدي ولا درهب لمزوالة أنشطته الرياضية بها،من هنا يعبر الجميع من الشباب عن افتخاره وإشاذته بوجود السيد الطالبي على رأس قطاع غني يهمهم بالذات. الطالبي الذي دأب على ممارسة العمل السياسي بأخلاق وبدون نفاق،اختار خطاب قوي وصريح،عندما أكد بأن البعض يريد أن « يمرضنا بالقواعد والمساطر،وحنا غادي نمرضوه » لتهتز القاعة التي تضم عدد يُعد ولا يُحصى،بالشعارات والتصفيق بكلامه الصريح،مُواصلا كلامه بمهاجمة الذين يشككون في العملية الانتخابية بالحزب »، »حينما رأوا أن القاطرة تمشي، أرادوا الالتحاق من جديد، لكن إن كنا حزبا يحترم نفسه فلا حق لهم في الدخول اليوم »، كون الحزب يعيش اليوم « تحولا كبيرا » يجب مواصلته.، ثم تقدم بعدها السيد أوجار،إنه القوة الهادئة والشخص المحبوب لدى الجميع،بأرجاء هذا الوطن،الكل يسمع له، فأكد بأننا في حاجة إلى مشروع إصلاحي كبير لكي نواصل مسار الحزب نحو الريادة، مشروع لدعم اختيار جلالة الملك ولإخراج السياسة من منطق الصراعات والانتخابات إلى منطق صناعة ما هو جيد لبلادنا،خصوصا وأن المغرب باشر مسلسل الإصلاحات الكبرى السياسية والقانونية،وكنا نرى بأن الحل الوحيد لينهض هذا الحزب،هو التوسل لأخنوش لقيادته،هنا تهتز القاعة بشعارات قوية »آغاراس_آغاراس…أخنوش يا ولد الناس » ويقف الجميع اجلالاً وتقديراً للكلمة التي ألقاها السيد محمد أوجار الذي يشغل اليوم منصب وزير العدل. فعلا،كانت فرصة أساسية تفرض ضرورة التلاحم والتعاون والتشارك لتطوير مستقبل الحزب،لا سيماً وأنه اليوم يقوده رجل ناجح،يتحلى بكفاءة عالية،ويؤْمن بروح المسؤولية،مما سيتم الرقي بمستوى الحزب لا شك في ذلك ولا ميراء، وتماشيا مع ما ترتضيه بلادنا،في زمن جديد أضحى يفرض ضرورة الوعي السياسي،والممارسة السياسية النبيلة،في أفق المستقبل المنشود،واضعين العرض السياسي الجديد في مقدمة البرنامج والمشروع المجتمعي للحزب. وعلاوة على ذلك،فإن الأهمية التي يلعبها دور الشباب جعلت من السيد يوسف شيري رجل حاضر بقوة،التقى بالعديد من المناضلين بالحزب والمناضلات،وتبادل معهم التحية،بالاضافة الى الاستشارات التي ستُقترح عليه لا شك في ذلك،كرئيس المنظمة الفيدرالية للشبيبة التجمعية، ويريد الاشتغال بكل تفان واخلاص،خصوصا وأن المناضلين والمناضلات أصبح لهم ثقل سياسي وازن في المعارك الانتخابية،والمعارك الفارطة في الانتخابات الجزئية نموذجاً،وهو ما يعزز من دور الشبيبة التجمعية كاملة،ليتم تحقيق أكبر عدد ممكن من الامتداد الشبابي،وذلك عبر توسيع المنسقيات الجهوية والاقليمية بفروع المملكة المغربية الشريفة. وحتى لا تفوتني الفرصة،استحضر السيد المدير المركزي للحزب،مصطفى بيتاس،إحصائيات واستطلاعات الرأي التي شارك فيها المناضلين والمناضلات بالحزب،مشعجا على ضرورة المشاركة المكثفة،في التفاعل مع التطبيق « التجمع مباشر »،فعلا تطبيق يحمل العديد من المزايا وأهمها الأنشطة التي يقوم بها أعضاء الحزب،والوزراء التجمعين،كما يحتوي أيضا على القوانين المؤطرة للأسرة التجمعية كاملة. إنها لحظة كبيرة،وحدث مفصلي،ميزه حسن التواصل والفضل على مستوى التنظيم والاستقبال يرجع الى السيد سعد بنمبارك،المنسق الجهوي للحزب بجهة الرباط-سلا- القنيطرة، الذي لعب دور أساسي في إنجاح هذا المؤتمر،إنه رجُل متواضع يستمع للجميع،لا زلت أتذكر كلمتي القوية التي أصررت على ضرورة القاءها، وهي الكلمة التي تخص الطلبة الجامعيين بالذات،كوني سبق لي أن تقلدت مسؤولية تمثيليهم بجامعة محمد الخامس بالرباط،فبعد أن كانت القائمة مملوءة بأصحاب الكلمات من رؤساء الجماعات والمستشارين،مدني بالكلمة في النهاية لأخطف الأضواء وأشكر الجميع وتحدثت عن التعليم كعرض سياسي بحزبنا، لكن شددت على أن الإصلاح وحده لا يكفي بل الإصلاح والمُحاربة…نعم محاربة الفساد الجامعي.