عكس ما كانت عليه لقاءات الأحزاب ومؤتمراتها في السابق، حيث كان يتم غالبا في اللقاءات الجماهيرية الكبرى إنزال «مناضلين» مياومين ، يشكلون كتلة ناخبة يستعين بها الطامحون لضمان موقع في هياكل الأحزاب، وبعد ظلت لغة البطن و«الزرود» لمدة طويلة هي الأقرب لقلوب المناضلين من لغة العقل، دشن حزب التجمع الوطني للاحرار، ميثاقا تعاقديا جديدا يحترم ذكاء مناضليه وذلك في أول خروج لحزب الحمامة بعد إعلانه قبل شهر عن اعتماد «ميثاق الثقة» كتعاقد جديد بين حزب الحمامة الذي ارتبط سابقا في أذهان المغاربة بكونه حزب الأعيان و «موالين الشكارة» قبل أن يشرع رئيسها الجديد عزيز أخنوش في تسويق صورة جديدة للتنظيم السياسي كحزب ديال ولاد الناس ويعتمد سياسة «المعقول» و«أغاراس ..أغاراس». وناقشت طيلة اليوم السيت بمدينة مراكش 1800 مناضلة تجمعية مواضيع عديدة في القمة الاولى التي نظمها منظمة المرأة التجمعية تحت شعار «المرأة بالمغرب بين المكتسبات والانتظارات». وتوزعت المشاركات على ورشات أطرها، إلى جانب أعضاء المكتب السياسي ووزراء الحزب خبراء أجانب، على مواضيع تعليم المرأة كقطب لرحىالتنمية، صحة المرأة والطفل، العنف ضد المرأة، صورة المرأة في وسائل الاعلام. وأجمعت تدخلات المشاركات في القمة النسائية على ضرورة اعتماد تعليم يدمج المرأة في التنمية وتوفير خدمات صحية في المستوى، مع إدماج شامل للمرأة في سوق الشغل وفي مناصب المسؤولية كمطمح يرفعه الحزب ويتضمنه « مسار الثقة» الذي قدمه الحزب نهاية الشهر الماضي بأكادير. وأعريت أمينة بنخضرا، رئيسة منظمة المرأة التجمعية عن اعتقادها بأن «مسار الثقة» حمل لمسة مهمة للمرأة التجمعية وأعطى مكانة هامة للمرأة ضمن مقترحاته في قطاعات التشغيل، الصحة، التعليم، مشيرة إلى أن منظمة المرأة التجمعية ستعمل على ترسيخ ثقافة التبادل والنقاش البناء من أجل النهوض بوضعية المرأة في جميع القطاعات. ومن جانبها القيادية لمياء بوطالب على أن التنمية الحقيقية لن تتحقق سوى عبر النهوض بوضعية المرأة في عدد من المجالات الحيوية. وبدورها، أشادت جليلة مرسلي، عضوة المكتب السياسي ورئيسة فرع منظمة المرأة التجمعية بجهة كازا-سطات، بمستوى النقاش المسؤول في صفوف المشاركات في هذه القمة النسائية الاولى من نوعها الذي يعقدها حزب الحمامة بعد اعتماد ميثاق«مسار الثقة»، وقالت في تصريح ل«گود» إن 250 مناضلة تجمعية من جهة البيضاء، ينتمين لمختلف القطاعات والمهن ويعتبرن رائدات في مجالهن، قد شاركن رفقة باقي المناضلات في أشغال الورشات وزادا قائلة: «في ورشة التعليم التي كنت من ضمن المشاركات فيها تم التطرق لكيفية مساهمة المرأة في التنمية، بدءَ من إلزامية التعليم للفتيات لغاية سن 15 سنة على الأقل، مرورا بكيف يمكن أن نعجل من التعليم رافعة حقيقية للتنمية، وضرورة تغيير المناهج وجعلها مواكبة لروح العصر والتغيرات الدولية، وانتهاء باعتماد الباكالوريا المهنية وتعميمها، وغيرها من النقط والمقترحات التي تم تداولها بروح المواطنة المسؤولة في هذه الورشة».