باشرت سلطات عمالة مقاطعات أنفا بالدارالبيضاء خلال الأسبوع الجاري، عملية هدم البنايات المصنفة آيلة للسقوط داخل أسوار المدينة القديمة وبمنطقة المحج الملكي. ويوجد داخل منطقة المحج الملكي 1730 بناية آيلة للسقوط إلى حدود شهر يناير 2024، تم هدم 422 بناية منها في 2 يناير 2024، من طرف شركة الدارالبيضاء للإسكان والتجهيزات. ويبلغ عدد البنايات المتواجدة داخل أسوار المدينة القديمة، 3644، 3537 خضعت للخبرة التقنية، و107 بناية وجدت السلطات صعوبة في إخضاعها للخبرة، إما لأنها مغلقة أو مهجورة أو لامتناع أصحابها. كما يبلغ عدد البنايات المشمولة بقرار هدم كلي، 792 بناية، 267 تم هدمها كليا، و535 كانت متبقية. ووجدت السلطات المحلية، صعوبة في هدم عدد من البنايات الآيلة للسقوط، التي حضر أصحابها بالعشرات للاحتجاج على رئيسة مقاطعة سيدي بليوط خلال ثلاث جلسات من دورة شهر يناير التي تأخرت لمرتين لعدم اكتمال النصاب القانوني، معتبرين أنه لا مكان لهم لإعادة إيوائهم بعد إقصائهم من عملية الإحصاء للاستفادة. وتتنوع حالات ساكنة البنايات الآيلة للسقوط وفق تصريحاتهم المتفرقة لجريدة "العمق"، بين من كان يقطن في غرفة مع والديه الذين استفادوا ووجدوا أنفسهم وأسرهم بدون مأوى، وهي الحالات المتكررة بشكل كبير، بينما احتج آخرون والذين شمل قرار هدم بناياتهم التي مازالت صامدة وغير مهددة بالانهيار وبدون خبرة، وفق تصريحاتهم. وفي هذا السياق، صرحت نادية لجريدة "العمق"، أن عون سلطة (المقدم)، يزورهم في حي السور الجديد بالمدينة القديمة ويهددهم بالهدم، مؤكدة أنهم كعائلة يقطنون منزلهم منذ فترة الاستعمار الفرنسي للمنطقة، لم يتوصلوا بأي وثيقة تفيد خضوع منزلهم للخبرة كما لا وجود لعلامات بالعين المجردة تشير إلى أن المنزل مهدد بالانهيار، وهو ما عاينته "العمق"، كما أن زلزال 8 شتنبر لم يحدث شقوقا بالمنزل الذي يتكون من ثلاثة طوابق. وقالت إن قرار الهدم شمل منزلهم ومنزلا مجاورا، من ضمن مجموع منازل الحي، ذلك أن مكان تواجد المنزلين حسب ما استقته من السلطة، موضوع مشروع طريق تدخل ضمن مشروع المحج الملكي، بحسب تعبيرها. وخلق قرار هدم المنازل التي يقطنها أشخاص اكتروها منذ سنوات، مشكلة كذلك، ويطالبون بمنحهم حقهم في الإستفادة من الإيواء، وعدم إقصائهم وجعلهم عرضة للشارع والتشرد. ووعدت رئيسة مقاطعة سيدي بليوط بعد توافد المتضررين عليها خلال دورات المجلس بالجلوس معهم والإنصات إليهم، للوساطة بينهم وبين السلطات المعنية بإصدار وتنفيذ قرارات هدم البنايات الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة. أما منطقة المحج الملكي، فقد شمل الهدم عددا من البنايات، ومازالت عملية الهدم سارية في انتظار تحقيق المشروع الكبير الذي دام حلما للملك الراحل الحسن الثاني منذ ثلاثة عقود.