يجري الاستعداد لعملية الإحصاء العام لسنة 2024 الذي ستقوم به المندوبية السامية للتخطيط على قدم وساق. في هذا السياق، أطلقت مندوبية التخطيط صفقة تفاوضية تحت مرجع رقم 18 / 2023 IDRHAG/RGPH، من أجل اقتناء 55 ألف من الأجهزة أو الحواسيب اللوحية Tablettes. الصفقة التفاوضية التي أطلقتها المندوبية لإقتناء هذه الأجهزة تسعى من خلالها إلى رقمنة المعطيات وإلى أن تنجز هذه العملية من منطق "صفر ورق". وإذا كانت عملية الإحصاء العام تكتسي أهمية كبرى، بالنظر إلى كونها تأتي في سياق دقيق يجري فيه تنزيل العديد من البرامج الاجتماعية (الدعم الاجتماعي المباشر والسجل الاجتماعي الموحد والسجل الوطني للسكان وغيرها)، فإن التساؤلات تطرح حول قيمة الصفقة التفاوضية التي أطلقتها المندوبية والتي ستكلف أكثر من 13 مليار سنتيم. ثم لماذا اتجهت المندوبية السامية إلى إطلاق صفقة تفاوضية عوض طلب عروض مفتوح؟ بحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، توصلت المندوبية السامية للتخطيط بعروض أثمنة متباينة، من بينها عرض يصل إلى أكثر من 136 مليون درهم شاملا للرسوم (أي أكثر من 13 مليار سنتيم)، وعرض آخر يبلغ أكثر من 75 مليون درهم شاملا للرسوم (أي أكثر من 7.5ملايير سنتيم). ويظهر من المقارنة بين العرضين أن هناك فارقا ب 6.80 مليار سنتيم (68 مليون درهم). بحسب مصادر الجريدة، تتجه المندوبية السامية إلى اعتماد عرض الأثمان الأعلى سعرا (136 مليون درهم) عوض الأقل سعرا (75 مليون درهم). مصادر الجريدة كشفت أن الخصائص التقنية المفروض توفرها في الأجهزة التي ترغب المندوبية في اقتنائها تتوفر في أجهزة العرض الأقل ثمنا، وتساءلت عن الأسباب وراء التوجه نحو اعتماد العرض الأعلى سعرا؟ ولماذا لا تتجه نحو اعتماد العرض الأقل ثمنا وبالتالي تقليص النفقات بأكثر من النصف وربح ما يناهز 6.80 مليار سنتيم مادام أن الخصائص التقنية هي نفسها؟ جريدة "العمق" تواصلت مع المندوبية السامية للتخطيط حول هذه الصفقة دون أن تتلقى أي رد إلى حدود الساعة. تجدر الإشارة إلى الصفقة التفاوضية تتضمن مجموعة من الشروط من بينها اقتناء الأجهزة أو الحواسيب اللوحية Tablettes، واقتناء البطاريات الخارجية Power Bank، والتوفر على مستودع للوجستيك ونقل الأجهزة والمواكبة التقنية للموارد البشرية التي ستستعمل الحواسيب اللوحية خلال عملية الإحصاء.