عبّر المكتب الإقليمي للمنظمة الديمقراطية للفلاحين الصغار بزاكورة، عن أسفه وحزنه الشديدين مما أسماه ب"وفاة طفلتين صغيرتين في عمر الزهور بمنطقة الفايجة بقبيلة إمسوفا، التابعة لجماعة ترناتة نواحي زاكورة، بعد تعرضهما للسعات العقارب"، على حد تعبيره. ونبهت النقابة المذكورة، في بيان تتوفر عليه جريدة "العمق"، إلى "غياب وسائل المواصلات في المنطقة مما يتعذر معه نقل المصابين للمستشفى الإقليمي لزاكورة في أحسن الظروف، مع تسجيل غياب تام للأمصال في هذه المؤسسة الصحية العمومية". وأشار التنظيم النقابي ذاته، إلى أن هذه الوضعية تعقد الحالة الصحية للمرضى بشكل كبير وتعقد إمكانية إنقاذ المصابين، وهو ما يستدعي التدخل العاجل للسلطات المعنية، وذلك من أجل العمل على فك العزلة عن دواوير هذه المنطقة. وناشدت الهيئة النقابية كافة المسؤولين، بمختلف درجاتهم ومستوياتهم إلى تعزيز شبكة الهاتف النقال والأنترنيت، مع حث المصالح الصحية لتزويد المستشفى الإقليمي بالأمصال الخاصة بالسموم وتوزيعها على مستوصفات الإقليم لتكون قريبة من المواطنين. وكانت طفلة تبلغ من العمر عامين و شهرين، قد توفيت، الثلاثاء الماضي، في طريقها إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الإقليمي سيدي حساين بورزازات، متأثرة بسم عقرب لسعتها بمسقط رأس والديها ب"رگاب النتل" بدوار الفايجة، الواقع بالنفوذ الترابي لجماعة ترناتة نواحي إقليم زاكورة. وبحسب مصادر "العمق"، فإن الطفلة المسماة قيد حياتها "ه.ج" تعرضت للسعة عقرب، وسارع أهلها إلى نقلها إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الدراق بزاكورة، ليتقرر توجيهها بعد إسعافات أولية إلى المستشفى الإقليمي سيدي حساين بورزازات، إلا أنها فارقت الحياة رغم إخضاعها لبعض الإسعافات الضرورية. وأضافت المصادر ذاتها أن جثة الهالكة وضعت بقسم الأموات، في انتظار إخضاعها للتشريح الطبي، وإتمام الإجراءات الإدارية من أجل تسلم الجثة لدفنها بمسقط رأسه أبويها بدوار الفايجة نواحي زاكورة. يأتي ذلك بعدما لفظت طفلة تنحدر من قرية "رگاب النتل" بدوار الفايجة بالجماعة الترابية ترناتة نواحي إقليم زاكورة، أنفاسها الأخيرة، الإثنين الماضي، بمصلحة الإنعاش بالمستشفى الإقليميورزازات، متأثرة بمضاعفات لسعة عقرب تعرضت لها يوم السبت 19 غشت الجاري. وذكرت مصادر مطلعة لجريدة "العمق"، أن الطفلة "ص،أ" التي لا يتجاوز عمرها العامين والنصف، تعرضت للسعة عقرب، بمنطقة "رگاب النتل" بدوار الفايجة، قبل نقلها إلى المستشفى الإقليمي لزاكورة، ليتم بعد ذلك توجيهها إلى المستشفى الإقليمي سيدي حساين بورزازات، وذلك بعد دخولها في وضعية صحية صعبة بسبب تفشي السم. يشار إلى أن عدد من جماعات إقليم زاكورة تسجل فيها كل سنة حالات عديدة للسعات العقارب، إلا أن غياب قسم الإنعاش والتخدير وغياب الأمصال بالمستشفى الإقليمي لزاكورة، يدفع بعائلات المصابين إلى التنقل خارج الإقليم، والتوجه إلى ورزازات أو مراكش، وهو ما يجعل المصابين في خطر محدق، إذ أن عدد من الحالات تلفظ أنفاسها في طريقها إلى المستشفى. وسبق لعدد من الهيئات الحقوقية والسياسية وجمعيات المجتمع المدني أن دقت ناقوس الخطر بخصوص توفير مضادات لسموم الأفاعي والعقارب، بهذه المنشآة الصحية، سواء تزامنا مع الزيارات التي يقوم بها الوزراء المشرفون على قطاع الصحة للإقليم، أو عبر المراسلات، أو عبر وسائل الإعلام، إلا أن دار لقمان لا تزال على حالها حتى إشعار آخر.