انتقد النائب البرلماني عن حزب الاستقلال، عبد الرحيم بوعيدة، خضوع برامج إصلاح التعليم العالي بالمغرب لأمزجة الوزراء المتعاقبين على القطاع، منبها إلى أن الجامعة المغربية أصبحت في "خطر" والدراسة فيها صارت مثل "الفاست فود". وأشار البرلماني، خلال الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة بمجلس النواب، الإثنين، إلى عدد من برامج الإصلاح التي تعاقبت على الجامعة من قبيل "البرنامج الاستعجالي" وإصلاح سنة 2004 "المشؤوم" والباشلر. وانتقد الارتباك الذي يعرفه تنزيل هذه البرامج، من قبيل برنامج الباشلر الذي تم تنزيله لمدة سنة فقط قبل أن يتم التخلي عنه، مضيفا أن لا أحد تشاور مع الأساتذة الجامعيين. وتساءل بوعيدة، وهو أيضا أستاذ جامعي، "هل نتحدث عن استمرار المرفق العمومي. نحن لسنا ضد مسؤول يقوم بنتزيل رؤيته في الإصلاح، ولكن أن يأتي مسؤول آخر بإصلاح آخر، يدفعنا إلى التساؤل هل نحن بصدد رؤية استراتيجية أو أمزجة". واسترسل النائب البرلماني قائلا "لا يمكن لي كأستاذ أن أطمئن لإصلاح استمر فقط ل 6 أو 7 شهور وبعد أن ينخرط فيه الطالب، نقول له إن نظام الباشلر انتهى ولم نعد نعمل به"؟ كما تساءل "هل يعقل ونحن داخل مؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، التي تعتمد على التحليل العلمي وتكوين رؤية نقدية لدى الطالب، أن نطبق نظام QCM الذي استعمله الأساتذة مجبرين، لأننا أمام مدرج فيه 1200 طالب، بحيث لا يمكن وضع سؤال نقدي أو تحليلي؟". و"بهذا ضيعنا جيلا كبير من الطلبة، اليوم الدراسة أصبحت مثل "الفاست فود"، ما سهل الغش على الطالب. اليوم أصبح الغش حقا مكتسبا يدافع عنه الطلبة". "هل يمكن أن نجعل التعليم حقلا لمخططات استعجالية؟"، يتساءل بوعيدة، قائلا إن مصطلح "استعجالي" لا يستعمل إلا في مجال القضاء أو الطب، بينما التعليم يحتاج إلى التأني وإلى رؤية شمولية حقيقية، وإلى فاعل سياسي يدرك فعلا على أن العلم والمعرفة به تتقدم الدول. وتابع أن الجامعة اليوم تتأثر بالمجتمع. و"الجامعة هانت في وقت هان فيه كل شيء داخل المجتمع، فلماذا اليوم نطالب بأن توجد جامعة مغربية قوية، وفي نفس الآن العديد من المرافق والمؤسسات تتهاوى.. لجامعة المغربية اليوم في خطر".